الهدنة المزعومة
 

عبد الحافظ معجب

بعد الانكسار الأخير لدول العدوان ومرتزقتها على أبواب الحديدة وامتداد الساحل الغربي، وجد العدو نفسه أمام مأزق كبير، وورطة أكبر، نتيجة تزايد أعداد القتلى في صفوفه، وفرار البقية وانسحابهم، جراء الضربات الموجعة التي تلقوها على مدى الأسبوعين الماضيين في الحديدة، وهو ما دفع دول العدوان لكذب كذبة "الهدنة الإنسانية" وسرعان تصديقها.
لم يوقف العدوان إطلاق النار، وإنما أُجبر على الخروج من المناطق التي دخل إليها ولم يعد بوسعه إلا قصف الأحياء السكنية من أماكن تمركزه في الصحراء وبعض أطراف المحافظة، ولكنه عبر الإعلام "كذب الكذبة وصدقها"، حيث روجت قنواته التضليلية أخباراً مكذوبة عن هدنة إنسانية وفتح ممرات آمنة لخروج المدنيين وإجلاء الجرحى.
وفي الوقت الذي كانت تكذب فيه "نجوى الحدث ورفيقاتها" عن الهدنة المزعومة، كان طيران العدوان يوزع الموت على المدنيين، ويستهدف بغاراته محيط "مصنع كمران"، كما استهدف "حافلة" نقل للركاب في مديرية المراوعة، ما أدى إلى استشهاد أربعة مواطنين وجرح اثنين آخرين.
أما المدفعية فلم تتوقف عن استهداف المناطق المدنية والمنشآت الحيوية، حيث استهدف المرتزقة بقذائفها مستشفى الثورة العام بعاصمة المحافظة، وحي 7 يوليو المزدحم بالسكان، وأحياء متفرقة من مدينة زبيد، والحصيلة شهداء وجرحى.
ولصد الادعاءات والتصدي للتضليل وفضح كذب العدوان توالت البيانات الرسمية بدءاً بالمتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع، الذي أكد أن قوى العدوان ومرتزقتها مستمرون في سفك المزيد من الدماء وارتكاب المجازر بحق الشعب اليمني.
كما صرح الإعلام الحربي التابع للجيش واللجان الشعبية، ومن داخل الجبهات، مؤكداً أنه لا صحة لوقف العدو عملياته العسكرية بالساحل الغربي، لافتاً إلى أن العدو مستمر في التحشيد وترتيب صفوفه لتصعيد جديد.
أما رئيس الوفد التفاوضي، محمد عبد السلام، فأكد أن حقيقة إعلان العدوان إيقاف العمليات بالحديدة هو استعداد لجولة جديدة يحتاج التجهيز لها وقتاً إضافياً، وأن الغارات الجوية والعمليات العسكرية لم تتوقف، لا في الحديدة ولا في غيرها، موضحاً أن "موقف الشعب اليمني وجيشه ولجانه الشعبية في الأساس هو دفاعي لمواجهة حرب عدوانية غير مبررة هم بدؤوها".
من جهته، كشف الناطق الرسمي لحكومة الإنقاذ وزير الإعلام ضيف الله الشامي، أن دول تحالف العدوان تحاول التخفيف من الضغوط الدولية والسعي لتجاوزها من خلال الحديث عن هدنة، وهو حديث محض افتراء وتضليل للرأي العام العالمي، وإظهار دول العدوان كأنها حريصة على الوضع الإنساني، خصوصا مع تعالي الأصوات المطالبة بوقف العدوان. في الوقت ذاته رحب الناطق الرسمي لحكومة الإنقاذ الوطني بأي مساعٍ جادة وصادقة لوقف العدوان وفك الحصار والذهاب لحل سياسي شامل ومنصف وعادل يحافظ على وحدة اليمن وسيادته واستقلاله.
من يراقب انتصارات جيشنا واللجان في الساحل الغربي وبقية الجبهات، ويقظة جبهتنا السياسية والدبلوماسية، يدرك جيداً أن بلادنا استفادت الكثير خلال هذه الحرب وصارت أقوى بكثير مما كانت عليه قبل الحرب، مهما كانت الخسائر.

أترك تعليقاً

التعليقات