مش رمانة... قلوب مليانة
 

عبد الحافظ معجب

عبدالحافظ معجب / لا ميديا -

مع اقتراب حلول الذكرى الرابعة لصمود الشعب اليمني في وجه العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن، تشهد محافظة عدن احتجاجات هي الأقوى ضد الوجود الإماراتي، المتحكم بالمدينة وعدد من مدن الجنوب. عدد كبير من سكان وأهالي عدن الذين خرجوا في مظاهرات حاشدة خلال الأشهر الماضية ضد التواجد الإماراتي يتهمون أبوظبي ومليشياتها بتوزيع الحشيش والمخدرات في أوساط الشباب، ونشر الفوضى، لتتمكن من الاستحواذ على ما تبقى من خيرات البلاد.
استمرار الاحتجاجات الشعبية ضد الإمارات في عدن ليس كما تنشر وسائل الإعلام للمطالبة بتسليم قاتل ولا احتجاجاً على اغتصاب طفل، وإنما هي قلوب أبناء عدن المليئة بالكراهية للمحتل الإماراتي، الذي اعتقدوا يوماً ما أنه جاء لنصرتهم، ولكنه جاء ليذيقهم الويل والمرار كل يوم، ولسان حالهم: "الموضوع مش رمانة.. هي قلوب مليانة".
خلال الأسبوع الفائت تواصلت الاحتجاجات في مختلف مديريات محافظة عدن تحت عناوين مختلفة، منها ما خرج للمطالبة بتسليم جنود تابعين لقوات مكافحة الإرهاب المدعومة إماراتياً، وذلك بعد قتلهم شاهداً في قضية اغتصاب طفل بمدينة المعلا، وآخرون خرجوا لقطع الطرقات وإحراق الإطارات في المعلا والمنصورة وخور مكسر متهمين الإمارات ومرتزقتها المحليين بالوقوف وراء عمليات اغتيال الأئمة وخطباء المساجد.
لم تستطع الإمارات بمدرعاتها وأطقمها العسكرية ومليشياتها المدججة بمختلف أنواع الأسلحة أن تفتح الطرق الرئيسية في المدينة، بعد أن وصلت حالة الغضب والسخط الشعبي إلى أعلى مراتبها، وأغلق المحتجون كافة الشوارع والطرقات، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين المواطنين ومليشيات الإمارات وسقط على إثرها جرحى ومصابون بجولة حجيف وبالقرب من مبنى المحافظة وجولة هايل، وأحرق المحتجون عدداً من الآليات العسكرية الإماراتية. كما شهدت أحياء بمديرية دار سعد اشتباكات عنيفة بين القوات الغازية التابعة للإمارات، وعصابات مسلحة سبق وأن كانت تقاتل في صفوف دول العدوان.
مع تصاعد الاحتجاجات وسقوط الجرحى بنيران صديقة أطلق نشطاء دعوات للعصيان المدني في المحافظة احتجاجاً على ما سموها تجاوزات التشكيلات المسلحة (عصابات الإمارات) التي ظهرت مؤخراً في المدينة ولا تخضع لسلطات هادي ولا حكومته المزعومة.
ما يجري اليوم في عدن هو نتيجة طبيعية لاحتضان واستقبال بعض أبناء المدينة الأكثر تمدناً لمليشيات متخلفة جاءت لاحتلال الأرض واستباحة العرض. وردود الفعل المتصاعدة تباعاً من قبل الأهالي ضد الإمارات أيضاً نتيجة طبيعية لحالة وعي تشكلت حتى وإن كانت متأخرة بعض الشيء ضد محتل ارتدى يوماً من الأيام رداء المغيث، ومع مرور السنوات انكشفت صورته الحقيقية، وظهرت نواياه بتصرفاته وأعمال مليشياته التي لم يعد يحتملها أحد من أبناء عدن، وأتوقع استمرار تصاعد الاحتجاجات حتى رحيل آخر جندي إماراتي من أرض الجنوب الحر، فهل يعقل أن يستمر عبث أبوظبي ومليشياتها الإرهابية في ظل هذا الغليان الشعبي المتنامي والمتصاعد، لاسيما وأن الأمر وصل إلى اغتصاب الأطفال وقتل الشهود وحماية "الشواذ واللوطة" بمدرعات كان عنوان دخولها إلى عدن "حماية أبناء عدن"؟!

أترك تعليقاً

التعليقات