عبد الحافظ معجب

عبدالحافظ معجب / لا ميديا -
ربما لايزال البعض غير مستوعبين أهمية كلمة "مدري" التي تم إطلاقها (من مدري من!)، والبعض يقول: ليش تقولوا "مدري" والقنوات اليمنية والوطنية تعلن عن أماكن الغارات وعدد الضحايا؟!
طيب يا عزيزي، تعال أشرح لك أول شي ليش "مدري"!
عندما يُعلن الإعلام اليمني الرسمي، أو وكالة الأنباء الرسمية، أو وزارة الصحة أو الداخلية أو الدفاع أو الإعلام أو أي جهة رسمية، وهم أصحاب اختصاص، عن تفاصيل ما جرى، هل أنت كمواطن ناشط أو مغرد تحمل صفة رسمية مثلهم وتملك ما يملكون من معطيات عن الميدان وكل تفاصيله وخفاياه، لاسيما وأن المعركة لا تدار بالسبق الصحفي (السكوب)، يعني أنت يا قلبي وروحي مش جهة رسمية، افتهم لك؟! ونشرك لأي معلومات أنت حصلت عليها، حتى لو كنت متأكداً منها، سيعرضك للمتاعب؛ لأنه لا يحق لك نشرها أو الحديث عنها، وجوابك الطبيعي يجب أن يكون "مدري"، وعندما يتم الإعلان الرسمي عن أي تفاصيل من حقك تنشرها وتنسبها للجهة التي أعلنت عنها، على شان ما حد يجي يسألك: من وين جبت هذه المعلومات؟ وطالما قد أعلنت فهي متداولة ومتاحة.
لو عادك تشتي أوضح لك أكثر، عادي، لا تستحي، قل: ما فهمت، وأنا بعطيك مثال على أهمية "مدري" في إدارة الحرب النفسية مع العدو وإعلامه!
فكِّرْ معي وانت تشوف كل قنوات ومواقع وحسابات "دوناك الناس" المعادين، جالسين يشنوا حملة ان اللواء عبدالقادر الشامي معتقل ومحتجز، وانت عندك معلومة مؤكدة بنسبة مائة بالمائة انه لا معتقل ولا محتجز ولا في من الخبر خبر، والمسألة كلها محاولات لفتح حالة من الصراع الداخلي، ونشر المزيد من الشائعات، بهدف البلبلة، وبحثاً عن أي معلومة للبناء عليها؛ هل مطلوب منك تطلع تصرح أو تكتب أو تنشر المعلومة التي معك وتؤكد لهم أو تنفي، وانت غير مختص ولا جهة رسمية مخولة بالرد؟! والا "تجلطهم" بجواب "مدري"؟!
يجب أن يعرف الجميع أن صنعاء تدير الحرب الإعلامية والنفسية باحترافية عالية لا تقل عن احترافية المعركة العسكرية أو الأمنية، والذي حصل يوم الجمعة في فعالية السبعين كان صفعة مدوية لماكينة الإعلام المعادي، عندما ظهر اللواء الشامي في ميدان السبعين يقرأ البيان الختامي للمسيرات.
وعاد في صفعات كثيرة قادمة، وكل ادعاء يروِّج له الأعداء خلوهم في عماهم، لا تقولوا صح والا غلط!
الكارثة الكبرى ان (الأدوات) النشطة إعلامياً هذ الفترة هم (شقاة) مع عمهم ترامب، الذي يقصف، والذي المفروض انه عارف إيش وفين قصف! ويجوا يشغلونا احنا يشتونا نقول لهم من المقصوف!
ليش ما يوجهوا أسئلتهم لعمهم الذي ضرب، ويسألوه من ضرب؟ أمانة ما له ولا لهم علم! ومن لحظة تفعيل منظومة "مدري" زادت "اطسَّت" عليهم على الآخر.
وبإمكان أي متابع أن يتصفح إعلام وحسابات (الشقاة)، بايشوف حجم انزعاجهم وضيقهم من كلمة "مدري"؛ لأنها حجبت عنهم سيلاً من المعلومات كانوا راكنين انهم بايلقطوها من وسائل التواصل، والصدمة غير المتوقعة "مدري" خليكم عليها، واتركوا المعركة النفسية والحرب الإعلامية للمختصين، وباتشوفوا ما يسر خاطركم ويريح قلوبكم!

أترك تعليقاً

التعليقات