المتاريس الإلكترونية
 

عبد الحافظ معجب

عبد الحافظ معجب / لا ميديا

الحرب الإلكترونية والحرب الناعمة والجيوش الرقمية ومعارك الديجتال جميعها أسماء لأسلحة فتاكة تستخدم في الحروب والصراعات، مثلها مثل الحرب النارية المزودة بكافة أنواع الأسلحة الحديثة، وفي الحرب الناعمة تتغير المفاهيم، فبدلاً من احتلال الأبدان يجري احتلال النفوس والأرواح والعقول، ويعمل العدو على تكريس هزيمة الفرد والمجتمع، وكسرهم من الداخل دون الحاجة لاستخدام القوة العسكرية، كل ذلك يتم من خلال استبدال الدبّابة بالإعلام، والجيوش بالعملاء والمرتزقة، والاحتلال المادي يستبدل بالاحتلال الفكري والأيديولوجي. 
ومنذ بداية العدوان على اليمن تولت واشنطن إدارة الحرب الإعلامية والإلكترونية، ولعبت الرياض وأبوظبي دور التنفيذ والتمويل، وتم استقطاب أحدث التقنيات التي توصلت إليها جيوش العالم في هذا المجال، واستحدثت وزارة الدفاع السعودية إدارة للحرب الإلكترونية للقوات على مستوى كل قوة، أعقبها تشكيل إدارة الحرب الإلكترونية.
تعمل غرف العمليات المشتركة للحرب الناعمة والإلكترونية على تفجير المتناقضات في الداخل اليمني وتأجيج الصراعات وبثّ حالة من الفوضى، وإثارة الشائعات لتحويل اهتمام الناس من مواجهة العدوان إلى قضايا هامشية، وإقناع اليمنيين أنّهم عاجزون ضعفاء لا يستطيعون فعل أي شيء. 
وسبق أن وضح الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، في محاضرة له بعنوان (لتحذن حذو بني إسرائيل)، كيف يستخدم الأعداء حربهم الناعمة من خلال الإعلام لفرض ما يريدون على المجتمعات المسلمة والمحافظة، واستدل بقضية المظهر في تغيير القيم الإسلامية المتعلقة بالمرأة، منوهاً إلى أية درجة تمكن اليهود من جعل تبرج المرأة قضية مقبولة في المجتمعات المسلمة.
وكانت الحرب الإعلامية حاضرة في خطابات السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، والتي دعا من خلالها إلى العناية بالنشاط التوعوي في الجامعات والمدارس والمساجد والمقايل والمناسبات، والتحصين بالوعي في مواجهة التضليل الإعلامي والفكري، والتصدي للحرب الناعمة من قوى العدوان، وأكد أن قوى العدوان تشن علينا حرباً عسكرية تدميرية، وحرباً ناعمة إفسادية تسعى إلى إفساد الشباب ونشر المحرمات والممنوعات التي تدمر مجتمعنا وتحدث الكثير من الاختلالات فيه.
وبعيداً عن تحذيرات قادتنا، للعام الرابع على التوالي، ونحن نخوض المواجهة مع العدوان الأمريكي السعودي، ونطور من أسلحتنا البرية والبحرية والجوية، واتجهنا للتصنيع العسكري، وتقدمنا كثيراً من خلال إعادة تفعيل منظومات الدفاع الجوي وإدخال منظومات جديدة من الصواريخ الباليستية التي أطلقناها إلى عواصم العدوان والمنشآت الحيوية والاقتصادية للنظام السعودي، غير أننا متأخرون كثيراً في مجال الحرب الإلكترونية، ولم نحسن استغلال خنادقنا الرقمية، بل أسأنا استخدامها في كثير من الأحيان.
يجب أن يدرك اليمنيون جميعاً أن مواجهة الحرب والتصدي لها يجب ألا يبقى حصراً في الميادين العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية فقط، بل يجب أن نتوجه إلى أشكال أخرى تتمثل بالحرب الإلكترونية المضادة وكشف الأكاذيب عبر المواقع الإلكترونية ووسائل الاتصال الرقمية والحديثة، والانتقال أيضاً إلى مرحلة الهجوم على العدوان ومجتمعاته وأدواته ورصد ثغراته واستغلالها في الحرب، وما أحوجنا للإعلام البديل الذي نأمل أن تجود به ضمائر الإعلاميين والنشطاء والمبرمجين، ليفرضوه على وسائل الإعلام.

أترك تعليقاً

التعليقات