قطار بن بغل
 

عبد الحافظ معجب

بدأت الصين، الشهر الماضي، تشغيل قطار شحن يصل نهايته إلى بريطانيا، كجزء من مساعيها لتنمية التجارة والاستثمار مع أوروبا.
في الصين بدأت السكك الحديدية بتشغيل خدماتها إلى المدن الأوروبية، ووصلت الى هامبورج الألمانية ومدريد الإسبانية، وتعتبر لندن المحطة الـ15 التي يتوقف فيها القطار الذي يمر بكازاخستان وروسيا وبيلاروسيا وبولندا وألمانيا وبلجيكا وفرنسا.
هذا طبعاً في بلاد الصين، أما في اليمن، وفي ظل الثورة الصناعية لحكومة الدنبوع الهارب، فلقد أعلن رئيس وزراء جمهورية الفندق الدكتور (بن بغل) أن لديهم فرصة تبدو متاحة لتطوير وسائل النقل البري والبحري والجوي، وهناك فرصة حقيقية لإخراج الدراسة المعدة سابقاً لبناء قطار إلى حيز التنفيذ. طبعاً هذا كلام بن بغل، ومش عارف إذا سيكون بناء القطار مسلحاً ولا عادي ولا حجر وطين، المهم أن معالي رئيس الحكومة أضاف في تصريحه التاريخي أن الوقت قد حان لجعل دراسة المشروع أمراً ممكناً ليمثل عنواناً جديداً للمرحلة المقبلة بتوافر التمويل وفق الدراسات التي أنجزت سلفاً.
اللي أعرفه أن (القات) مهما كانت شطحاته لن تصل الى مسألة إنشاء سكك حديدية وقطارات في الوقت الذي تعجز فيه حكومة الدنبوع عن توفير بهارات لتغيير طعم العفن في عمالتها ونهبها لمرتبات الشعب، لكن الظاهر أن (الحشيش) الذي تتعاطاه جمهورية الفندق وحكومتها نوعية رديئة جداً (مضروب)، وهذا هو الأرجح لتفسير هكذا أكاذيب وبيع للوهم في ظل الوضع الراهن لحكومة تمارس صلاحياتها داخل جغرافيا الفندق الذي تدفع إيجار غرفه دولة العدوان بنظام الأجر اليومي وليس الشهري، طبعاً هذا كله في فاتورة سيدفع ثمنها (دمى) الشرعية المزعومة ذات يوم.
وعلى سبيل الاستفادة من مشروع القطار، ستعمل حكومة بن بغل على نقل الوجبات المقررة يومياً من مطبخ الفندق الى جناح الدنبوع وغرف مستشاريه وحكومته، هذا طبعاً في المرحلة الأولى، أما المرحلة الثانية فمن المتوقع أن يربط القطار جمهورية الفندق بالشقق السكنية الأخرى التي يقيم فيها مرتزقة الرياض من الدرجة الرابعة وصولاً الى الدرجة الثامنة عشرة.
مش بالضرورة تسألوني إذا كان بن بغل لما صرح بكذا تصريح صاحي ولا طافي، لكن الأهم هو التساؤل: هل لا يزال رئيس الحكومة متذكراً أن جنود ومرتزقة العدوان الذين يطلقون على أنفسهم الشرعية، منعوا موكب حكومته من المرور أكثر مرة في مأرب خلال قطعهم للطريق العام احتجاجاً على عدم صرف رواتبهم التي تواعدهم الشرعية بصرفها نهاية كل شهر؟
وهل يتذكر عندما رفضت سلطات الإمارات أن تسمح له بدخول مطار عدن عندما كان قادماً من مأرب، واضطر للمغادرة إلى الأردن ومنها الى الرياض؟!
ما فيش داعي أن نسأل ما إذا كان الدنبوع أو أحد وزرائه عارف أن السكان في عدن صاروا يستخدمون الحمير كوسائل نقل داخل العاصمة المؤقتة، لكن من حقنا نعرف تفاصيل أكثر عن مشروع القطار المزعوم، وهل سيمر من عدن التي يشكو سكانها من انعدام المشتقات النفطية، وتوقف استخدام الكثير من المواطنين للسيارات بعد عجز حكومتهم الشرعية عن توفير البنزين؟ وأيش بيقع لو طلع قائد القطار (دحباشي) هل ستسمح له سلطات عيدروس الزبيدي وشلال شائع وهاني بن بريك بالعمل في عدن، ولا بترحله مع أقرب (بابور) الى تعز؟
وهل سيكون لتعز نصيب من خط هذا القطار، ولا بتعتبره سلطات (أبو العباس) من البدع المحرمة، وستمنع مروره من مناطق سيطرتها؟ وكيف ستحمي سلطات بن بغل قطارها عندما يمر من مناطق (التهباش) التي يديرها (غزوان المخلافي) الذي لا يختلف اثنان في أنه سينهب كل ما فيه بعد تشليحه وبيعه لتجار الخردة بالكيلو؟
أما لو كانت الأهداف من مشروع القطار عسكرية ومد الجبهات بالوقود والسلاح، نصيحتي للشرعية خليكم على حمار نهم، واستفيدوا منه، وكونوا اعملوا له فرمتة آخر كل شهر، وابردوا لكم من وجع الرأس.

أترك تعليقاً

التعليقات