الشائعات والصورة النمطية
 

عبد الحافظ معجب

ما تشاهدونه اليوم في العديد من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، من محاولة لتشويه صورة الجيش واللجان الشعبية والأجهزة الأمنية أمام المجتمع اليمني، بل وفي العالم أجمع، لا يعتبر أمراً عادياً ولا اعتيادياً، ولا حتى استغلالاً لبعض التجاوزات التي يقع فيها بقصد أو بدون قصد بعض الأفراد، بل يتعدى الأمر ذلك، لأن ما يجري هو جزء من مشروع متكامل يرسمه خبراء ومتخصصون، وينفذه مرتزقة ومندسون.
لن ننسى أبداً كيف تناولت وتتناول وسائل الإعلام الغربية الإسلام والمسلمين كعدو إرهابي، ولاتزال الآلة الإعلامية الغربية حتى اليوم تشحن العقل الغربي بالرعب والمخاوف من الخطر القادم من المسلمين، وأسهمت بذلك الوهابية السعودية لإكمال صناعة الصورة النمطية عن الإسلام، حتى أصبح مفهوم الإسلام لدى الغرب يعني الإرهاب والتكفير.
أيضاً هل تتذكرون كيف كانت السينما تقدم صورة الإنسان العربي على أنه بدوي في الصحراء متخلف وغير متعلم ولا يفهم شيئاً، تلك هي الصورة النمطية التي كانت السينما الأمريكية تروجها عن العرب.
القولبة وصناعة الصورة النمطية من أساليب الحرب التدميرية، ومن أخطر ما تقوم به وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وتصنف على أنها عملية هجومية مخطط لها لاختزال وتبسيط مخل للصورة العامة لشخص أو جماعة أو فئة اجتماعية أو شعب، بحيث تختزل في مجموعة من السمات، تستدعي ردود أفعال معينة من الجمهور.
الغرض من القولبة وتصنيع الصورة النمطية هو التشويه المتعمد للحقائق، والتعميم المفرط، دون أي استناد إلى الواقع أو الحقائق، وبحسب التصنيفات القانونية فإن القولبة من أشد أشكال الظلم الذي يتعرض له البشر في هذا العصر، لاسيما وأن وسائل الإعلام أصبحت هي المصدر الرئيس لكل أفكارنا وتصوراتنا عن الجماعات والدول والشعوب والثقافات.
ما تفعله وسائل إعلام العدوان الأمريكي السعودي، منذ ما قبل عدوانهم على اليمن، هو صناعة صورة نمطية سلبية عن اليمنيين الأحرار بإلصاق وتعميم مجموعة من السمات السلبية، والصور الكريهة، والأوصاف المنفرة عليهم. 
كما تتعمد ماكينة الإعلام المعادية التأكيد على هذه السمات والمبالغة فيها وتكرارها وتوضيحها وترسيخها حتى تتلاشى أي جوانب إيجابية أخرى في صورة اليمني الحر الشريف الذي يرفض الوصاية الخارجية ويدافع عن أرضه وعرضه وسيادته وكرامته.
يرافق هذا العمل المنظم حملات أخرى على شبكات ومنصات التواصل الاجتماعي تقوم بالبحث عن أي شواهد أو أحداث أو ممارسات مهما كانت نادرة لتأكيد الصورة النمطية السلبية وترسيخها.
وللعلم أن (الخُبارات) التي نقرأها ونشاهدها مؤخراً وبشكل مكثف، هي امتداد لقصص طويلة من الصورة النمطية التي اشتغل عليها نظام (صالح) خلال الحروب الست، عندما كان التوجيه المعنوي يروج أن الحوثيين يمارسون السحر والشعوذة، ويجبرون النساء على زواج المتعة، ويخطفون الأطفال لتجنيدهم للقتال، وتم التشكيك بالدين والعقيدة والثقافة والعادات والتقاليد، وذات الأمر كرره ذات النظام قبل اجتياح المحافظات الجنوبية في صيف 94.
أنفق نظام (صالح) أموالاً طائلة، وجند كل أدواته لتشويه أنصار الله، وفشل، وبعد ذلك عمل حزب (الإصلاح) بكل أدواته وخبراته وكوادره على تشويه الأنصار دون جدوى، وما يفعله اليوم مرتزقة العدوان وبقايا العفافيش سيفشل أيضاً.

أترك تعليقاً

التعليقات