إحاطة الكذاب
 

عبد الحافظ معجب

مقهور وزعلان وماكانش يتوقع اللي حصل له، ليش خير أيش حصل؟ اللي حصل يا جماعة الخير إنه أجا جلس بالفندق ولا حد عبره ولا حد رضي يستقبله، ورجع روح ساع المرة الحنق.
طيب لمو هذا كله؟ لأنه كذاب ودجال وغير نزيه ولا محايد، وشريك مع العدوان السعودي الأمريكي ضد اليمن، وبعد صفعة عدم استقباله ورفض الالتقاء به قدم الكذاب الأممي إسماعيل ولد الشيخ إحاطة أمام مجلس الأمن احتوت على الكثير من المغالطات لصالح العدوان السعودي اللي هو أصلاً (شاقي) معاهم.
كرر ولد الشيخ في إحاطته الجديدة نفس (الهدرة) والمصطلحات القديمة، ولم يشر حتى بكلمة واحدة إلى العدوان، ولم يجرؤ على أن يحمل السعودية مسؤولية الحرب التي تفتك باليمنيين للعام الثالث على التوالي.
احتلال الأراضي اليمنية من قبل قوات المرتزقة المتعددة الجنسيات، وتقسيم البلاد وتقاسمها أيضاً، لم يلفت انتباه ولد الشيخ، ولم يشر إلى أي من المؤامرات التي تحاك ضد اليمن، بل اكتفى بكلمات فضفاضة تبرر للسعودية عدوانها، وتسوغ لها حصارها.
لم يلتقِ أحد ولد الشيخ في صنعاء، ورغم ذلك استغل بعض المجموعات التي ذهبت إليه ليتحدث عن أنه عارف بما يجري في صنعاء من خلال أهلها، وهذا من أعجب العجائب، حيث ظهر (الكذاب) الأممي في إحاطته المليئة بالكذب والتزوير والتضليل، كأنه يقدم نشرة أخبار على قناة (العربية) أو (سكاي نيوز).
في الإحاطة ذاتها كرر ولد الشيخ أكاذيب الاستهداف ودعاياته المدفوعة الأجر مسبقاً عن أن ما يجري في اليمن هو حرب أهلية، وليست عدواناً يريد لليمن ألا يكون بلداً، ولا أن تكون له حياة، زاعماً أنه أوقف عملية عسكرية على الحديدة، متناسياً الغارات المستمرة عليها وعلى مديرياتها، والحصار المفروض على مينائها.
لا وعاده بوقاحة يتفاخر أنه عرض على اليمنيين الاستسلام وتسليم الحديدة التي عجزوا حتى عن الاقتراب من سواحلها، وكأنه يقول إنه جاء ممثلاً للعدوان السعودي الأمريكي لتحقيق ما عجزت الطائرات والبوارج والصواريخ والقنابل عن تحقيقه.
الإحاطة المليئة بالتفاهات والمغالطات تقول لليمنيين إن الاستسلام هو الحل الوحيد لصرف الرواتب ورفع المعاناة وانتصار العدوان وأدواته، وفي الوقت ذاته هذا الأمر كشف المستور، وأكد للجميع أن المرتبات بيد العدوان، وأنه المسؤول الأول عن عدم صرفها، واستخدمها كورقة لإذلال وتركيع الشعب الصامد.
من كان يجهل سبب نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، ويحاول (يستهبل) ويعمل نفسه ميت، جاءت إحاطة المبعوث الأممي وتحت قبة مجلس الأمن، لتكشف القبح المخفي في الهيئات الأممية والمؤسسات الدولية التي تبتز الموظفين بمرتباتهم مقابل تسليم الحديدة لدول العدوان.
في إحدى جولات المفاوضات، وقبل نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، التقى عدد من السفراء والدبلوماسيين بوفد أنصار الله، وأبلغوهم أن هناك توجهاً دولياً لنقل البنك، وهذا سيسبب أزمة وكارثة، وعليهم الاستسلام والانسحاب من صنعاء وتعز والحديدة قبل أن تقع الفأس بالرأس، فكان الرد أن سياسة الترهيب مرفوضة، ولن نقبل بأي تهديدات، فطلب السفراء من الوفد التريث، وعرض الأمر على السيد عبد الملك الحوثي ربما يكون له موقف مغاير، لا سيما وأن الموضوع متعلق بحياة اليمنيين وما سيتعرضون له من مجاعة.
التقى الوفد بالسيد وعرضوا عليه ما قاله السفراء وتهديدهم بنقل البنك وتدهور العملة وما سيرافق ذلك من مجاعة وفقر وآثار كارثية على حياة الناس، فجاء الرد من السيد أن اليمنيين متوكلون على الله، ولن يستسلموا، ولن يسمحوا للعدوان أن ينتصر عليهم حتى لو أكلنا من أوراق الشجر وربطنا على بطوننا بالحجار.
صعق السفراء من رد السيد، وأدركوا أن هذه القيادة لاتهزم، ولا ينفع معها التهديد، ونقلوا البنك، ولم يفلحوا بالضغط على الشعب، واليوم نحن في العام الثالث من الحرب واقتراب العام من حجز مرتبات الموظفين، والحكومة تبحث عن حلول وبدائل، ولا زال اليمني صامداً يرفض الابتزاز ولا يقبل التهديد.
مسكين ولد الشيخ، الحالة النفسية التي يعيشها منذ غادر صنعاء شبه مطرود عقب الصفعة التي تلقاها برفض الوفد الوطني والمجلس السياسي والحكومة استقباله، جعلته يخرج المخبأ، ويستخدم أوراقه لإدانة الأمم المتحدة المتورطة بالحرب والحصار بشهادة مبعوثها في اليمن.

أترك تعليقاً

التعليقات