مشعات الحدث
 

عبد الحافظ معجب

(من تغدى بكذبة ما تعشى بها).. أمام الانتصارات الكبيرة التي يسطرها الجيش واللجان في حرب الكرامة والشرف لمواجهة عدوان عديمي الشرف، عمدت قنوات العدوان السعودي الأمريكي كـ(العربية) و(الحدث) و(الجزيرة) و(سكاي نيوز) و(أبوظبي) و(الإخبارية) السعودية، عمدت إلى (المشعات) كعنصر أساسي في صناعة أخبارها التضليلية خلال تغطيتها للعدوان على اليمن، باعتبارها قنوات ناطقة باسم (عاصفة الوهم).
مافيش يوم من بداية العدوان لليوم يمشي بدون ضربات موجعة لكيان العدو، إما عبر التوغل في العمق السعودي أو عبر الصواريخ الباليستية التي أصبحت القوى الصاروخية ترسلها لهم بالجملة كما حدث في الطائف، وبالمقابل وعلى الجبهة الأخرى للعدوان لا يمر يوم بدون مشع وخرط ومعارك (دونكيشوتية) في محاربة الوهم الإيراني والمد الفارسي والمشروع الصفوي (اللي ما هلوش خااااالص)، وهات يا انتصارات وإنجازات وتقدم في كل الجبهات، وأحياناً يعملوا احتفالات ويطلقوا الألعاب النارية للاحتفال بانتصارات (مهلنيش)، ويرجعوا إلى نقطة الصفر من أول وجديد، ويسيطروا على (التبة) الواحدة 100 مرة، وفي كل مرة تحتفل قنواتهم وتعمل منها (سبق) وساع الصدق.
الحرب الكذبة من أول يوم لها بدأت بالكذب والتضليل عندما ادعت السعودية أنها شنت عدوانها لإعادة شرعية (الدنبوع)، وسرعان ما اتضحت الأمور وانكشف المستور، وعرف الجميع أن الحرب لم تأتِ لسواد عيون (الدنبوع)، وإنما لقتل اليمنيين وتدمير بلادهم.
في بداية العدوان كان مع قناة (الحدث) كشف بأسماء قيادات أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام، وفي كل نشرة كانوا يقتلوا اثنين، ثلاثة من القيادات، لما خلص (الكشف) رجعوا نفخوا فيهم الروح وأعادوهم للحياة، وبعدين جدولوهم، وكانوا في كل يوم يقتلوا واحد بس، لأنهم شافوا الحرب مطولة وبيحتاجوا أسماء خيراااات، المهم طالت الحرب من صدق، وقد قتلت القناة حتى السيد عبد الملك الحوثي، وقتلت أحمد علي عبد الله صالح الذي هو غير موجود في اليمن أصلاً، وفي الحدود السعودية جمعنا أعداد الذين قتلتهم القناة من الجيش واللجان الشعبية في نشرات الأخبار، طلع الناتج خلال أول سنة حرب أكثر من تعداد سكان الصين والهند وإندونيسيا.
طبعاً هذا النوع من التضليل لم يتوقف أو يتغير حتى بعد مرور عامين ونصف على العدوان، ولا تزال الماكينة الإعلامية والأبواق تعيد وتكرر نفسها بذات العبارات والمصطلحات، يعني تتابع نشرة قناة (العربية) اليوم وكأنك تشاهد ذات النشرة قبل عامين، تقلب قناة (الحدث) تلاقي نفس الشيء، المنطقة التي تحررت في العام 2015م يحرروها اليوم من جديد وبلا أي حياء أو خجل.
إذا أردت أن تكون كذوباً فعليك أن تكون ذكوراً، هذا الكلام يجب أن يكتب في كل جدران قنوات العدوان حتى يتذكروا ما أذاعوه من (مشعات) قبل أن يعيدوا تكرارها مرة أخرى وكأنهم ما قالوا شي، ومن باب التذكير بس بسرد لكم مجموعة من (المشعات الكبار)، مثلاً في أول شهر للعدوان وتحديداً بعد مرور 15 يوماً على العاصفة، صرح المتحدث باسم العدوان (أفيخاي عصيري) أنهم تمكنوا من تدمير 90% من القوة الصاروخية اليمنية وتدمير كافة المخازن والمعامل الخاصة بالسلاح، وأنه لم يعد هناك أي خطر يتهدد حدود المملكة، متى هذا الكلام قبل سنتين ونص، والصواريخ الباليستية اليمنية اليوم (تندف) لا داخل الرياض وما بعد الرياض، والصوايح والغواير بعد كل ضربة نسمعها لاعندنا من ينبع للطائف!
مطلع شهر مايو من العام 2015 أعلنت إحدى المذيعات (الفاتنات) على قناة (الحدث) أن محافظة الضالع تحررت بالكامل، واليوم رجعت نفس المذيعة وعلى ذات القناة تحرر أجزاء واسعة من محافظة الضالع المحررة!
وفي أواخر الشهر ذاته أعلنت قناة (الإخبارية) السعودية أنها وصلت إلى منطقة اسمها (جبل صعدة)، سألت كل من أعرفهم من سكان وأهالي صعدة، واستعنت بجوجل والخرائط ومركز المعلومات، وعادنا لليوم أبحث عن (جبل صعدة)، بعدها بأيام أعلنت قناة (الحدث) عن معركة السيوف القاطعة في أبواب صعدة، وبعدها وفي شهر أغسطس من العام 2015 أعلنت قناة (الحدث) عن إنزال مظلي لقوات السعودية في مدينة صعدة، وعادهم لليوم حانبين في منفذ الخضراء (بنجران)، وكل يوم يكاوشهم الجيش واللجان بكمائن وعمليات هجومية. 
منتصف أغسطس 2015 أعلنت وزيرة الإعلام آنذاك (نادية السقاف) من خلال قناة (الحدث)، عن سيطرة قوات التحالف على محافظة شبوة بالكامل، واليوم يعلن آخرون من خلال القناة ذاتها عن سيطرة التحالف على أجزاء واسعة من محافظة شبوة المسيطرين عليها من قبل سنتين ونص!
في شهر نوفمبر من العام 2015 أعلنت (نجوى قاسم) عن انطلاق ساعة الصفر لمعركة تحرير تعز، ومن يومه لليوم وهم يحرروا (تبة الأرانب) وحارة (الزنقل)، ومعسكر خالد والتشريفات والقصر الجمهوري يتحرروا أواخر كل شهر لأجل المرتبات والاعتمادات.
المشعات كثير، والتضليل كبير، ويشتي لي مجلدات لأجل أسرد لكم قصة حمار نهم والسيل الجرار لتحرير الحديدة ودخولهم للخوخة وسيطرتهم على صرواح وإنجازاتهم في نهم واقترابهم من ميناء صنعاء وتأييد الله لهم بالمطر الخولاني، وأسفي الشديد على (القطيع) الذي لا يزال يصدق ما تقدمه هذه القنوات من كذب بقصد الإرجاف وقصف الأدمغة، والحقائق الدامغة تؤكد أنهم أوهن من بيت العنكبوت.

أترك تعليقاً

التعليقات