دعارة العدوان
 

عبد الحافظ معجب

عبدالحافظ معجب / لا ميديا

لم يتركوا شيئاً إلا واستغلوه، فلا غرابة في كل ما يجري منذ انطلاق ما سميت (عاصفة الحزم) من قتل وإبادة وتهجير وتدمير البنية الاقتصادية للشعب اليمني، فلم ترحم دول العدول على اليمن كبارنا ولا شبابنا ولا حتى أطفالنا ونساءنا.
المخابرات الإسرائيلية وكل الأجهزة الأمنية السعودية والإماراتية تستغل كل الفرص للإيقاع بالشباب والشابات في مصائد وشباك العمالة والتعاون غير الشرعي معهم، للنيل من شرفاء الوطن وأحرار اليمن الذين لم يخضعوا للعدوان وأدواته المحلية من المرتزقة.
دول العدوان استغلت الفقر والمجاعة والكبت الذي يعيشه اليمنون في ظل العدوان والحصار، أبشع استغلال يتفق مع عقلية (بول البعير) الدنيئة القذرة، فسخرت كل طاقاتها وإمكانياتها للإيقاع بالشباب واستغلالهم أسوأ استغلال.
استخدام النساء للأغراض السياسية والأمنية بدأ في اليمن منذ عهد (نظام صالح)، عندما استخدمت أجهزة المخابرات التابعة له (الجنس) والمتعة للإيقاع بالكثير من القيادات والمسؤولين، وتسييرهم وفق ما يريده (الزعيم)، وأخرست الكثير من الأصوات، وتحولت الى (توابع) لا تجرؤ على المخالفة أو السير في اتجاه يخالف ما يرسم لها (الزعيم)، واستمرت هذه السفالة حتى سقط صاحب (المستمسكات) التي وصلت إلى يد رجال (المسيرة القرآنية) الذين ستروا الكثير من (البلاوي)، ومنعوا خروجها حفاظاً على أسرار الدولة ورجالها.
عندما أخبرني أحد المجاهدين، عقب إخماد (فتنة ديسمبر)، 
أنهم وجدوا (سيديهات) وأفلاماً وفيديوهات للكثير من المسؤولين، كنت مصدوماً، ولم أستوعب ما قاله، حتى وقعت بين يدي اعترافات الكثير من (القوادات) اللواتي يمتهنَّ ممارسة (بيع الجنس) في صنعاء، بأنهن يعملن منذ عهد (الزعيم) في هذه المهنة، قبل أن يجندهن الضباط الإماراتيون عن طريق (حراس الجمهورية) المنضمين مؤخراً لقوى العدوان، للعمل بشكل رسمي لتوزيع (الحشيش) مجاناً، ونشر أمراض (الإيدز) في أوساط المجتمع، بدأت باستيعاب حقيقة هذه الشبكات مصدوماً مذهولاً أن يحدث هذا في المجتمع اليمني المحافظ والملتزم.
أكثر ما لفت انتباهي في اعترافات شبكات الدعارة المضبوطة بالعاصمة صنعاء، هو عملهم المدروس والمبني على دراسات للمجتمع اليمني ونقاط الضعف فيه، وذلك باستقطاب الفتيات من داخل السجون، واللواتي يرفضهن المجتمع وأهاليهن، وتوظيفهن في هذه المهام القذرة التي تهدف لاستغلالهم في نقل (الحشيش) و(المخدرات) من المناطق التي يسيطر عليها العدوان إلى العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة تحديداً، واستقطاب الكثير من مسؤولي الدولة والإيقاع بهم للعمل ضمن مشاريع ومخططات العدوان دون أن يعرفوا لصالح من يعملون، بعد توثيق ما يقومون به من أعمال مخلة ومنافية للقيم والأخلاق، وإرغامهم على العمل لخدمة العدوان.
الملف الآن صار بيد الأجهزة الأمنية، وقريباً سيكون بيد السلطات القضائية، ونتوقع إجراءات عقلانية وحاسمة مع من تم ضبطهم سواء كانوا ضحايا أو ممتهنين للمهنة، وهنا لابد من تسجيل موقف شكر وتقدير لكل شرفاء الأجهزة الأمنية وسلطات الضبط القضائي الحارس الأمين لأمن المجتمع وحصنه الحصين أمام كل هذه الاختراقات التي لن يتوقف العدوان عندها، وسيذهب لاستغلال أمور أخرى يحاول من خلالها اختراق جدران المجتمع الرافض لكل ما هو قادم من دول العدوان.

أترك تعليقاً

التعليقات