عبد الحافظ معجب

عبدالحافظ معجب / لا ميديا -

خمسة أعوام كفيلة بتغيير قواعد الاشتباك وفرض معادلة الردع الجديدة للجيش واللجان الشعبية في الحرب التي تشنها دول الاستكبار العالمي على اليمن. قبل خمسة أعوام بدأ اليمانيون الدفاع عن أنفسهم في وجه العدوان بما تيسر من سلاح الحديد، وكثير من سلاح الإيمان والثقة بالله ناصر المظلومين والمستضعفين، فيما كانت دول العدوان تستقوي وتستكبر بما لديها من عتاد وتسليح وأموال تشتري بها الصمت العربي والدولي إزاء ما ترتكب من جرائم ضد الإنسانية، ليس في اليمن فقط وإنما في كثير من دول المنطقة.
راهنت دول العدوان على سقوط اليمن واستسلام شعبها في غضون أسابيع أو أشهر قليلة في أسوأ الحالات، ولكن الصمود اليمني استمر بالتزامن مع زخم كبير في رفد الجبهات بالمال والسلاح والرجال، وكانت العمليات النوعية في مختلف الجبهات أشبه بالكابوس المرعب على دول العدوان، حتى جاءت الذكرى الرابعة للصمود وفيها دشن الرئيس الشهيد صالح الصماد العام الباليستي، ومنذ ذلك الحين تغيرت مسارات المعركة وتوسعت دائرة الاستهداف واشترك سلاح الجو المسير مع القوة الصاروخية بعمليات أوصلت دول العدوان إلى ما هي عليه اليوم من التخبط والارتباك.
منذ إعلان الشهيد الصماد تسارعت الأحداث بتثبيت معادلة الردع، ودوت الانفجارات في عواصم ومدن السعودية والإمارات، حتى وصلت شرارة النيران إلى قصر اليمامة ومبنى وزارة الدفاع السعودية ومطارات دبي وأبوظبي. صحيح أن السلطات السعودية لم تعترف ببلوغ الصواريخ هدفها، إلا أن الرسالة التي حملتها تلك الصواريخ وصلت إلى أسماع المستهدفين بها.
في مقابل الصمت السعودي اعترف مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية بنجاح الجيش اليمني في ضرب العمق السعودي وإصابة محطة تكرير النفط في ينبع ومفاعل براكة النووي في أبوظبي بدقة بعد فشل منظومة "باتريوت" في اعتراض تلك الضربات.
 وكان لسلاح الجو المسير دور بارز في كسر حاجز الصمت لدى دول العدوان، بعد عملية التاسع من رمضان التي استهدفت خطوط نقل النفط في أرامكو وعقب الفضيحة المدوية لمشاهد استهداف مطار أبوظبي التي بثها الإعلام الوطني اليمني انتهت مرحلة الصمت وتوالت الاعترافات السعودية وصولاً إلى الاعتراف بعملية استهداف مطار أبها الدولي. 
وعلى الرغم من المحاولات السعودية التقليل من أهمية عملية "أبها" بالحديث عن "مقذوف" استهدف المطار، إلا أن هذا التهرب لم يدم طويلاً، واعترفت السعودية بتعرض المطار لعملية هجومية بصاروخ "كروز" باليستي يمني، وقال المتحدث باسمها العقيد تركي المالكي إن الضربة أسفر عنها سقوط 26 جريحاً من جنسيات مختلفة فضلاً عن إحداث أضرار مادية كبيرة.
عملية أبها وما سبقها من عمليات نوعية خلال الأسبوع المنصرم لا تساوي 5% من بنك الأهداف الذي أعلنته وزارة الدفاع اليمنية ويحتوي على 300 هدف استراتيجي قابلة للزيادة والإضافة، وكل هذه الأهداف تمثل نقلة نوعية في معادلة الحرب التي تحول فيها اليمن من مرحلة الصمود إلى مرحلة الهجوم. وطالما أن العدوان مستمر والحصار مستمر وآفاق الحل السياسي منعدمة، فالحل يكمن في سلاح الجو والضربات الباليستية وفوهات البندقية في الجبهات.

أترك تعليقاً

التعليقات