فضائح الاحتلال في الجنوب
 

عبد الحافظ معجب

عبدالحافظ معجب

فضيحة جديدة كشفها موقع "بازفيد" الأمريكي في تحقيق صحفي لم يخلُ من الأدلة التي تكشف تورط الإمارات في عمليات اغتيالات راح ضحيتها المئات في عدن، على يد مرتزقة أمريكيين وبإدارة مرتزق إسرائيلي.
تخطو الإمارات بخطى حثيثة نحو تمزيق وحدة النسيج المجتمعي في اليمن وخلط الأوراق في سبيل تنفيذ مخططها لاحتلال المحافظات الجنوبية تحت مبرر دعم الشرعية المزعومة، فالاغتيالات إحدى أهم الوسائل التي لجأت اليها بهدف استمرار الفوضى التي تجد فيها المناخ والبيئة المناسبين لاستمرار بقائها في الأراضي اليمنية.
الفضيحة الجديدة كشفت أن الإمارات استخدمت شركة مرتزقة خاصة ومقاتلين سابقين في القوات الخاصة الأميركية، تدعى "سبير أوبرايشن غروب"، ومقرها ولاية ديلاوير الأميركية، مؤسسها ابراهام غولان، وهو متعاقد أمني هنغاري إسرائيلي، وقاد واحدة من أولى عمليات التصفية التي أمرت بها الإمارات في اليمن، في ديسمبر 2015، وكان المستهدف فيها رئيس حزب الإصلاح في عدن إنصاف مايو، ويصف مشاركان في العملية تفاصيلها، وكيف منيت بالفشل. وعلى يد هذه الشركة استمرت عمليات المرتزقة الأميركيين بتمويل إماراتي في اليمن، بقتل رجال الدين والدعاة البارزين من القيادات التربوية في حزب الإصلاح، بالإضافة إلى اغتيال ناشطين وصحفيين وسياسيين ورجال أمن وعسكريين في عدن وحضرموت ولحج. 
أكثر من ثلاثة أعوام منذ دخل الاحتلال الإماراتي المحافظات الجنوبية، ومازالت هذه المحافظات تدفع ثمن دخول قوات الاحتلال إليها، والثمن الأبرز هو الانفلات الأمني وتوسع عمليات الاغتيالات، من أبرز هذه العمليات في العام 2015 تم اغتيال اللواء جعفر محمد سعد، محافظ عدن الأسبق، فيما نجا رئيس حزب الإصلاح في عدن إنصاف مايو، وإمام مسجد بمحافظة لحج بشار السلفي
 الذي تعرض لإصابة بالغة. وفي عامي 2016 و2017 تم اغتيال العشرات من أئمة وخطباء المساجد والسياسيين، مثل الشيخ علي الجيلاني بكريتر، والشيخ سمحان الراوي في منطقة الصولبان بعدن، والشيخ ياسين الحوشبي بانفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون في سيارته في عدن، كما أطلق مجهولون النار على صالح حليس القيادي بحزب الإصلاح في المنصورة.
عمليات الاغتيالات مستمرة في العام 2018، وليس آخرها العثور على جثة رئيس جمعية الإصلاح الخيرية في عدن محمد عبد الله الشجينة بعد اختطافه بساعات، والذي قتل ذبحاً بعد تعرضه للتعذيب.
الدور القذر الذي تمارسه القوات المحتلة في المحافظات الجنوبية هو نسخة أميركية عما حدث في العراق وأفغانستان ودول أخرى، من إنشاء سجون سرية وانتشار عمليات الاغتصاب وتوسع رقعة الانفلات الأمني، لتنتشر الاغتيالات والسرقة وغيرها، مما يدفع سكان هذه المحافظات إلى الاستمرار في الثورة بوجه المحتل حتى تطهير كافة الأراضي اليمنية.

أترك تعليقاً

التعليقات