معركة مطار الحديدة
 

عبد الحافظ معجب

عبد الحافظ معجب

معركة المطار نسخة مكررة من معارك نهم وميدي ومعسكر خالد وقاعدة العند وكتاف البقع والقصر الجمهوري بتعز، حيث يعمد العدوان بأدواته الإعلامية إلى الضخ والترويج وتكثيف الحملات لإيصال رسالة للمتلقي والمتابع أن سقوط هذا المطار أو هذه المنشأة أو هذه المنطقة هو سقوط للجمهورية اليمنية، متوهماً أنه فور السيطرة والاحتلال سيرفع راياته في كل أرجاء الوطن، ويعلن انتصاره بعد استسلام الشعب وخروج الناس للترحيب به كأمر واقع.
أسبوعان كاملان استغرقتهما وسائل إعلام العدوان للسيطرة على مطار الحديدة إعلامياً فقط، وحتى السيطرة الإعلامية لم تكن موفقة لأن قناة (العربية) كانت تسيطر على المطار وتدعي تطهيره ونزع الألغام من داخله بحسب مراسليها وأخبارها، فيما قناة الحدث الأصغر تبث أخبارها أن الاشتباكات في محيط المطار الذي يتحصن فيه الجيش واللجان، أما (سكاي نيوز) فكانت تسيطر على المطار في مقدمة الخبر والمراسل يظهر من المخا أو الخوخة للحديث ليس عن الانتصارات أو الإنجازات الميدانية، وإنما عن تغريدات أنور قرقاش.
كما فشلت معارك العدوان العسكرية، فشلت أيضاً حربه الإعلامية، وكان اجتماع وزراء إعلام ما يسمى دول التحالف دليلاً كافياً على حالة الفشل والتخبط التي وصلوا إليها، لتنتهي معركة المطار بحصار مطبق نفذه أبطال الجيش واللجان الشعبية على قوات المرتزقة وموالي العدوان في إحدى بوابات مطار الحديدة. 
واعترفت عدد من الصحف والمواقع الإخبارية الموالية للعدوان أن 1250 من المقاتلين بصفوف تحالف العدوان باتوا محاصرين داخل مطار الحديدة، بعد أن سيطرت قوات الجيش واللجان الشعبية سيطرة تامة على منطقتي الفازة والجاح، وتمكنت من قطع طريق الإمداد لثلاثة ألوية من قوات العمالقة.
السؤال الأهم هل سيقتنع العدوان أن مطار الحديدة ليس مطار بغداد، وهل يستنتج الدروس والعبر من مطار الحديدة قبل التفكير بالتوغل باتجاه مدينة الحديدة أو محاولة احتلالها؟ لأن من عجز عن تجاوز مساحة مكشوفة من الأرض يحلق فيها طيرانه ليل نهار، ويحيط بها جنوده من كل زاوية، لن يستطيع أن يدخل إلى مدينة بطولها وعرضها ثمة من يترقب وصوله في كل شارع وحي من أحيائها.
مطار الحديدة الدولي تكسرت على أبوابه أحلام العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الإسرائيلي، منذ الـ28 من مارس 2015، يعني بعد يومين من انطلاق عاصفة الحزم، وهو يتعرض للقصف والتدمير، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة وتوقف نشاطه تماماً بعد أن كان يربط اليمن بدول شرق أفريقيا ودول البحر المتوسط ودول الخليج العربي، وكان يعتبر المنافس الإقليمي لمطار جدة السعودي.
بلغت الخسائر المادية جراء قصف المطار أكثر من 40 مليون دولار، وذلك نتيجة الدمار الكلي الذي لحق بالأجهزة الملاحية والتجهيزات الفنية والمعدات وعربات الإطفاء وكافة المرافق والبنى التحتية، فيما لم يتحقق أي شيء من الأهداف التي يكرر العدوان فشله أمامها كل مرة، عندما يتوهم أن دخوله للمطار سيكسر معنويات أبناء تهامة، وسيدفعهم للخروج والترحيب به، وكانت النتيجة أن تصرفاته استفزت المارد التهامي الذي استيقظ ليلتهم العدوان بما حشد، والنتيجة اليوم على الأرض دليل كافٍ لمن يريد أن يتأكد.

أترك تعليقاً

التعليقات