الشرعية المطرودة
 

عبد الحافظ معجب

تهاوت جمهورية الفندق، وتتجه إلى التشرد والتشرذم بعد القرار الأخير لممولها الذي طلب إخلاء الفندق ومغادرة الأراضي السعودية.
الجمهورية المكونة مما يقارب 300 (فار)، وهي الممثل الوحيد والحصري للشرعية الموالية للعدوان السعودي، تبحث اليوم عن مقر جديد للإقامة فيه، فاللقاء الذي جمع ولي ولي العهد السعودي (المراهق) محمد بن سلمان، بالمرتزقة من مشائخ وأعيان الجمهورية الفندقية، كان بمثابة اللقاء الأخير بين المالك والأجير، وعقب اللقاء استلم المرتزقة (مصروف الطريق)، وطلب منهم أمين الصندوق أن (يوروه) عرض أكتافهم، ويعطفوا (شماطيرهم)، وكل واحد يروح بلاده.
القرار أحدث ضجة كبيرة في أوساط العملاء المنبوذين الذين يدركون ويعرفون أنه لا مكان لهم في (البلدة الطيبة)، ولن تقبلهم حتى نساؤهم أو أولادهم الذين تركوهم تحت نيران القصف وأوجاع الحرب ومجاعة الحصار.
صرخ العملاء وارتفعت أصواتهم مطالبين الرئيس الفندقي بتوضيح الموقف، والتوسط لدى المالك بأن يمنحهم فرصة إضافية لشراء عملاء ومرتزقة جدد، وإحراز تقدم ملموس في الملف العسكري، وأعلن الكثير منهم استعدادهم للانتقال من معارك الواتساب والفيسبوك إلى حرب التجنيد والمعلومات الاستخباراتية، مقابل منحهم إقامة جديدة إلى بعد موسم الحج، وهو ما رفضت السعودية حتى النقاش فيه، بعد فشل كل الخلايا التي جندها المرتزقة على مدى العامين، ووقعت في قبضة الجيش واللجان، وتم تقديمها للقضاء.
لم تكتفِ السعودية برفض النقاش في تمديد إقامة جمهورية الفندق، بل كان جوابها واضحاً مع الدنبوع الذي عليه أن يلفلف (أدوانه) ويعطف (فراشه) مع كافة أفراد جمهوريته، لإرساء قواعد شرعيتهم في الداخل اليمني، وإن شاء الله ينسى (الطابعة واللابتوب) بالفندق لأجل لا يشغلنا قرارات جمهورية جديدة لا تسمن ولا تغني من جوع و(ماتصطرفش) حتى عند صاحب البقالة.
المهم اجتمع الدنبوع مع المرتزقة ليخطب فيهم خطبة (الوداع) تحت مسمى (اللقاء الوطني الموسع)، ليملي عليهم المطلوب منه ومنهم في المرحلة المقبلة، وبعيداً عن كاميرات التصوير أبلغهم حرفياً أن بقاءهم في الفندق لم يعد مقبولاً، وأن عليهم جميعاً العودة إلى أرض الوطن قبل نهاية الشهر الجاري.
دعوات هادي لمرتزقته بالحفاظ على الصف وتوحيده لم تجدِ نفعاً مع من خانوا بلادهم ووقفوا في صف العدو وتركوها في أصعب الظروف. وعقب خطابه انقسم المرتزقة إلى عدة أقسام؛ منهم من قرر البحث عن بيوت للإيجار في جدة والإقامة هناك، ومنهم من بدأ بالتواصل مع عواصم أخرى للانتقال إليها، ومنهم من بدأ التفكير جدياً بالتواصل مع حكومة صنعاء والمجلس السياسي للعودة تائباً.. أما مرتزقة الإصلاح فقد قرروا عدم الانتظار حتى انقضاء المهلة، والتوجه إلى عدن، ورحبت السعودية بخطوتهم المستعجلة والمتأخرة في وقت واحد، ووفرت لهم طائرة ستقلهم من مطار شرورة إلى عدن، ولكن المفاجأة كانت بالرد القاسي والمؤلم من قبل السلطات الإماراتية التي رفضت السماح لهم بدخول عدن أو الهبوط في مطارها، وأبلغتهم أنهم غير مرغوب بهم من قبل أبناء مدينة عدن وسلطتها المحلية.. يقف المرتزقة في شرورة حائرين إلى أين يسيرون، فيما يقترح عليهم أحد الضباط السعوديين التوجه إلى مأرب والإقامة فيها، وبطريقة لا تخلو من السخرية والانتقاص والإهانة، يدعوهم سعودي آخر إلى الانخراط في صفوف المرتزقة المقاتلين في نجران لتحرير بلادهم ابتداءً من نجران التي تقع أغلب مناطقها وكافة مواقعها العسكرية تحت قبضة رجال الرجال من الجيش واللجان.
مصير مخزٍ ونهاية متوقعة لعملاء ساعدوا الأجنبي على تدمير بلادهم واحتلال أجزاء من أراضيها.

أترك تعليقاً

التعليقات