مؤامرة من الداخل
 

عبد الحافظ معجب

الخبر نفس الخبر، ومابوش جديد بإحاطة ولد الشيخ غير أنه يجدد (قباحته)، وساع الذي يقول ما (...) إلا ظاهر، رجع ثاني مرة (يكرض) ويرفس بموضوع الحديدة بالتزامن مع تحركات داخلية إماراتية للدفع بملف الحديدة وفق السيناريوهات التي فشلت على مدى العامين.
ولد الشيخ يساوم المرتبات بالحديدة، والمساعدات بالحديدة، والكوليرا بالحديدة، والحصار بالحديدة، ونحن نراهن بسيادتنا واستقلالنا وكرامتنا وشرفاء البلد لإنقاذ الحديدة، بس الأمر اللي ماحد حسب حسابه هو (الدود) التي تنخر الحديدة وميناءها من الداخل.
هذه الدود القذرة تشتغل الحديدة في اتجاهين هما النفط والكهرباء، وخيوط اللعبة مكشوفة وواضحة لمن يريد أن يعرفها أو يتعرف عليها، واللي ماهوش داري بأي شيء يصلي على النبي ويركز تمام.
المؤامرة (مشعبكة) بين الكهرباء والنفط، في البداية طُرح مقترح على التجار بدفع 5 ريالات إضافية على كل لتر بترول لصالح مدينة الحديدة من أجل شراء وقود لمحطة الكهرباء ومعالجة الكارثة التي تعاني منها المدينة بسبب انقطاع التيار الكهربائي منذ استهداف مولدات الطاقة من قبل طيران العدوان.
رئيس مجلس النواب اعترض على هذا المقترح، ووجه مذكرة برفضه، وفي لقاء الـ10 من رمضان فُتح الملف مجدداً، ووعد رئيس البرلمان بإيجاد حل للمشكلة، وبعدها تم الاتفاق مع التجار على أن يدفعوا 3 ريالات عن كل لتر لمحطة الكهرباء، وفعلاً دفع التجار المبلغ بسرعة باستثناء اثنين من (الهوامير) الكبار.
معالي وزير النفط ورئيس شركة النفط (ماعجبهمش) قيام التجار بالتبرع لمحطة كهرباء الحديدة، وطالبوا التجار بدفع 5 ريالات إضافية عن كل لتر لشركة النفط، رفض التجار الطلب فوجه الوزير مدير شركة النفط باستيفاء الـ5 ريالات كحصص عينية من بترول التجار المخزن في خزانات منشآت النفط بالحديدة، من باب الحلبطة وإعاقة الجهود الرامية لتشغيل الكهرباء.
وبعد فشل كل المحاولات لإثناء التجار عن دفع الـ3 الريالات لمحطة الكهرباء، تم شراء سفينة مازوت لصالح المحطة بالمبلغ الذي تجمع، وكان يفترض أن تصل الأسبوع الماضي، ويتم تشغيل الكهرباء، غير أن توقف ميزانية الصيانة للميناء النفطي وغرق الرصيف الذي ترسو فيه السفن بسبب الإهمال، دفع (دويلة) الإمارات للتدخل بشكل مباشر، وأوقفت السفينة ومنعت دخولها إلى الحديدة.
الانسجام بين موقف وزارة النفط وشركتها بالحديدة وبين الموقف الإماراتي (يفك) طلاسم المؤامرة، ويؤكد أن من يقف وراء عدم تشغيل الكهرباء بالحديدة دول العدوان.
كيف (تلصي) الحديدة المحاصرة والواقعة تحت سيطرة (المليشيا)، وعدن المحررة والتي تحكمها الإمارات والسعودية وقطر (طافي)!
الحديدة التي دخل إليها التيار الكهربائي في العام 1950م، تقضي عامها الثالث في الحر والظلام، وتُجهض كل محاولات إضاءتها، حتى لا تنحرج (الشرعية) التي عجزت عن تشغيل الكهرباء في عدن.
هناك تدمير ممنهج للحديدة ومنشآتها من الداخل، وبأيدٍ يمنية تتغطى بالحكومة. تخيلوا معي أن ميزانية تشغيل وصيانة منشآت النفط تم إيقافها كجزء من العقاب المفروض على هذه المدينة، والجميع يدرك أن إيقاف الصيانة للمنشآت يشكل خطراً وجودياً عليها، أنابيب البنزين تعبي القاطرات وتسرب، أية شرارة ولو صغيرة أو احتكاك ولو خفيف سيشعل البترول في القاطرة التي تتم تعبئتها، وفي الأنابيب الواصلة للخزانات المجاورة، والتي يزيد عددها عن 50 خزاناً عملاقاً، وهو ما سيحولها لقنبلة نووية تدمر المنطقة وميناء الحديدة بالكامل..
تخيلوا أن الرصيف الوحيد لتفريغ سفن النفط يغرق لأنه مافيش مبلغ 100 ألف ريال أجور الغواصين عشان يلحموه تحت الماء ويوقفوا التسرب إليه.
هناك من يعمل على تهيئة كل أسباب انهيار المنشأة التي فيها 50 خزان نفط تكفي لإحراق نصف الحديدة، ابحثوا عن المستفيد ستعرفون من الممول، وإذا عرفتم الممول ستعرفون مع من يَشْقِي؟
المضحك بموضوع الكهرباء أنه من ضمن المماطلات بإعادة تشغيلها يعلم الله من شار على الحكومة إنهم بيشغلوها بواسطة الرياح، ومنك يا صدق اجتمع أعضاء السلطة المحلية بالحديدة وناقشوا سبل تشغيل الكهرباء بالرياح، مع العلم أن تهامة سميت بهذا الاسم نسبة الى شدة حرها وركود ريحها، وهو من التَّهم أي شدة الحر وركود الريح، ويقال تَهِمَ الحرُّ إذا اشتد، يعني مابوش رياح بتهامة لأجل يولدوا منها الطاقة الكهربائية، والمؤامرة أكبر مما نتوقع.

أترك تعليقاً

التعليقات