انتصارات فضائية
 

عبد الحافظ معجب

(ادكم القبيلي يعرفك) مقولة مشهورة عند اليمنيين إلى ما قبل العدوان الأمريكي السعودي، لأنها تحولت لاحقاً الى (ادكم القبيلي يوجعك)، فبعد أسبوعين من انطلاق العمليات العسكرية للعدوان الأمريكي السعودي، كان الطيران الحربي التابع لسلاح الجو في المملكة السعودية، يقصف مواقع داخل العمق السعودي، بعد سيطرة رجال القبائل اليمنية على مواقع تابعة للجيش السعودي بالقرب من مدينة نجران.
وما هي إلا أيام قليلة حتى سيطرت قبيلة (طخية) اليمنية على سد نجران و3 مواقع عسكرية سعودية، من بينها موقع (المنارة)، عقب اشتباكات مع حرس الحدود السعودي الذي بذل ما بوسعه في معركة (ذات التفاحيط)، وعاد جنود بني سعود من حيث جاؤوا، تاركين خلفهم المواقع والمعسكرات وكامل عتادهم وسلاحهم والآليات التي كانت غنيمة سهلة لرجال القبائل.
استشعرت المملكة منذ الأيام الأولى للحرب خطورة القبائل اليمنية على مناطق جيزان ونجران وظهران الجنوب، وحشدت الى هناك كافة قواتها، بالإضافة إلى الاستعانة بقوات قطرية وبحرينية ومرتزقة أفارقة، لكن كل ذلك لم يمنع قبائل (بكيل المير) من الدخول إلى العمق السعودي عقب المجزرة التي ارتكبها طيران العدوان بحق النساء والأطفال في منطقة (سمنة) الواقعة في النطاق الجغرافي لقبيلة بكيل المير.
وبالتزامن أعلنت قبائل همدان بن زيد سيطرتها على موقع جلاح العسكري في نجران، بعد عملية (فرار) ناجحة للقوات المشتركة وجيش الكبسة.
هذا كله وعاد احنا ما قد وصلنا الى عمليات الجيش واللجان الشعبية التي تم تدشينها بعد انقضاء 40 يوماً من الإرهاب والصلف السعوديين، فهذه العمليات قلبت كل الموازين، وأسقطت المواقع العسكرية السعودية واحداً تلو الآخر، وسطر أبطال اليمن أروع الملاحم في البسالة والمواجهة والإقدام أمام جنود ومرتزقة يقاتلون بلا عقيدة أو تخطيط، ووسط حالة من الانهزام النفسي والمعنوي.
الجيش السعودي وكل من يقاتل في صفه وجدوا أنفسهم جميعاً مجبرين على الذهاب إلى الموت دفاعاً عن عائلة طغت وتجبرت وأذاقت شعبها كل صنوف العذاب.
بلا مقدمات تحولت حدود المملكة في هذه المعركة إلى مسرح مفتوح للشعث الغبر حفاة الأقدام، ولم تمنعهم الأباتشي وأحدث الطائرات من إسقاط المواقع السعودية تحت أقدامهم، وتفجير الرقابات ومقرات الحرس على طول الشريط الحدودي.
الإعلام السعودي لم يستطع إنكار ما حدث ويحدث على أراضيه وفي ملعبه، ولكنه حاول ولا يزال جاهداً أن يقلل من شأن هذه العمليات التي يدرك بنو سعود حجم الإهانة التي ذاقوها بعد تهاوي مواقعهم. وبالسذاجة السعودية المعروفة كان خبراء الكبسة وضباطها المتقاعدون والمتحللون يبررون ذلك بقولهم إن الجيش واللجان يدخلون إلى المواقع السعودية للتصوير والمغادرة، وبدون شعور يثبتون للجميع قدرة اليمني على الدخول والخروج، بالرغم من تغنيهم ليل نهار بالكاميرات الحرارية وطائرات الاستطلاع وقوات حماية الحدود التي أثبتت فشلها، الى جانب بقية القوات السعودية.
عشرات المواقع ومئات الجنود ومليارات الدولارات خسائر المملكة في حدودها خلال عامين من الحرب، معطيات تجعل اليمني أينما كان، يقول لبني سعود: نحن في نجران وعسير وجيزان، وصواريخنا في جدة والرياض، وقريباً حيث لا تتوقعون.. وطوال الفترة ذاتها وبإمكانيات لا تقارن، قوات العدوان (حانب) بـ4 تباب و3 جبال في نهم ومأرب و3 شوارع في تعز وعدن.
وفي إعلامهم وقنواتهم يسيطرون على 90% من الأراضي اليمنية، و70% من البرازيل، و85% من كوبا، وقناة (العربية) لحالها تنفرد حصرياً بالانتصارات الفضائية، وتستعد لتدشين بثها المباشر من كوكب (زحل)، بعد سحق مليشيات الحوثي وصالح، وتعلن أنها ستصل إلى (عطارد) خلال الساعات القليلة القادمة.

أترك تعليقاً

التعليقات