يامفرق المرق
 

عبد الحافظ معجب

مؤيد للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن، ويبارك قتل النساء والأطفال، ويدعم قوات الغزو والاحتلال، ويرسل الشباب للقتال في صفوف الغزاة، وفي نفس الوقت يقدم نفسه كشخصية قومية وعربية تدافع عن قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، يعني يخون أمه اليمن، ويدعي الدفاع عن قضايا الأمة.
أتحدث عن صاحب الصندقة (حميد الأحمر)، أول من أيد عاصفة الوهم من الإخوان بعد مغادرته اليمن هارباً من أبناء حاشد الذين ثاروا على فساده وظلمه واستبداده، وكانوا يلاحقونه هم واللجان الشعبية على خلفية قضايا الفساد والإرهاب المتورط فيها من رأسماله حتى أخمص قدميه.
(يا مفرق المرق أهل بيتك أحق)؛ هذه المقولة تنطبق على (حميد الأحمر) الذي ظهر مؤخراً بتصريحات صحفية يدعي فيها سعيه للتواصل مع برلمانات العالم لحشد دعم دولي للقضية الفلسطينية، (اعملوا عشرة خطوط) تحت القضية الفلسطينية التي يناضل لأجلها (ميدو) من مقر صندقته الجديدة في تركيا، وكلكم عارفين العلاقات التركية الإسرائيلية والتطبيع والعمالة الواضحة للدولة التركية مع الكيان الصهيوني الغاصب.
والعجيب بتصريحات هذا الأهبل المستهبل ادعاؤه العمل لتحقيق حشد دولي داعم لفلسطين المحتلة من خلال تنفيذ عدد من الفعاليات والأنشطة بمناسبة الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم، والسؤال: أين سيقيم هذه الفعاليات والأنشطة؟
طبعاً، قبل هذا التصريح كان المرتزق الأحمر في زيارة لمملكة البحرين لاستعراض مستجدات الأوضاع على الساحة الفلسطينية، والأخطار التي تتهدد الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الصهيوني.
يختار الانتهازي بشكل جيد ومتقن أماكن تحركاته لدعم القضية الفلسطينية، بحسب زعمه وادعاءاته، يعني مش من فراغ يطلق تصريحاته من أنقرة التي تفخر بعلاقتها مع الكيان الصهيوني، وليس عبثاً أن يزور البحرين التي لاتخجل من علاقاتها مع دولة الاحتلال، وهو يعرف جيداً التناغم الكبير بين تل أبيب والمنامة.
لم يفكر هذا المدعي أن الداعي سيسأله كيف تؤيد احتلال اليمن، وتدعي النضال ضد المحتل الصهيوني؟ وكيف تبارك العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني ضد بلادك، وتدعي التحرك ضد العدو الصهيوني؟ ولو افترضنا أنه صادق ورجل قومي يدافع عن القضية الفلسطينية، ليش اختار تركيا والبحرين بالذات؟
يبدو أن مرض الزعامة والقيادة وأضواء الكاميرات المتلازم مع البرجوازية الرثة التي يعيشها رجل الأعمال حميد الأحمر، دفعه للبحث عن منصة ظهور لتقديم نفسه بأي شكل من الأشكال، بعد الإهانة التي تعرض لها أثناء محاولة (التمشيخ) أمام المرتزقة الذين اجتمعوا لمقابلة محمد بن سلمان في الرياض، وتم طرده من داخل الفندق، واضطر للمغادرة والعودة إلى إسطنبول في نفس اليوم.
بالرغم من كل ما قدمه الأحمر للعدوان، إلا أنه يجد نفسه شخصاً غير مرغوب به من قبل جمهورية الفندق وأسيادها من بني سعود، بالإضافة الى محاولاته المتكررة لارتداء عباءات ملونة بالقومية والوطنية، ليغطي بها صورة القبح والإجرام والفساد الذي يعرفه الجميع منذ بداية مشواره التجاري والسياسي الانتهازي.
المزايدة بفلسطين وقضيتها المحقة لن تمحو السجل الإرهابي لصاحب الصندقة الملطخة يداه بدماء اليمنيين، ولن تغير حقيقة استثماراته التي مولت الجماعات الإرهابية وعملياتها الإجرامية المتمثلة بالاغتيالات والتفجيرات.
عقد ندوة أو مؤتمر عن فلسطين لن يُنسي العالم ما فعله حميد في جمعتي الكرامة ورجب اللتين أثبتت الأدلة والشهود تورطه فيهما، ولن ينسى اليمنيون السطو على أراضي الدولة والحدائق والمتنزهات التي سطا عليها بحجة الاستثمار تحت مسميات أبوللو وكنتاكي وباسكن روبنز، وصفقات أخرى مشبوهة وغسيل أموال باسم شركة سبأفون وبنك سبأ اللذين مارس فيهما الربا وغسيل الأموال مع شركائه من قيادات التنظيم في مصر والسودان.
من الأخير، لن تستطيع يا حميد أن تكون مدافعاً عن أطفال فلسطين، وأنت تمول العناصر الاستخباراتية الإخوانية لزرع الشرائح وإرسال الإحداثيات لقتل أطفال اليمن.

أترك تعليقاً

التعليقات