مجزرة طلاب ضحيان
 

عبد الحافظ معجب

عدد الأطفال الذين قتلتهم طائرات العدوان الأمريكي السعودي على مدى الأعوام الأربعة، تجاوز بكثير إحصائيات ضحايا الأطفال الذين قتلهم الكيان الصهيوني في فلسطين على مدى 18 عاماً، منذ اندلاع الانتفاضة الثانية ‏‏(انتفاضة الأقصى) في العام 2000م‎.
أكثر من 3000 طفل قتلتهم السعودية في اليمن خلال عدوانها الجبان، مقابل 2000 طفل (فقط) قتلهم العدو الإسرائيلي في 18 عاماً بفلسطين، ما يفعله العدو السعودي الصهيوني الأمريكي في أطفال اليمن يفقده أية فرصة للخروج بماء الوجه.
بعد هزائمه المتكررة سواء في الساحل الغربي أو في جبهات الداخل، بأسلوبه القذر والجبان (تنمرت) طائراته على حافلة تقل أطفالاً في سوق مكتظ، فقتلت أكثر من 50 طفلاً، وجرحت أكثر من 70 آخرين، معلنة هويتها الحقيقية التي تجمع بين الخسة والجُبن والعمالة والإجرام والداعشية الوهابية.
تكشف جريمة ضحيان عن مستوى الوحشية غير المسبوق لجهة الإغارة على حافلة مدرسية في وسط سوق شعبي، دون أي احتراز أو وجل من ارتكاب هكذا فعل شنيع يطال الشريحة المستضعفة من الناس في لحظات الاحتفال بانتهاء برنامج صيفي، وفي رحلة مدرسية ترفيهية تختزل كل المشاعر الإنسانية.
تأتي هذه المجزرة بالتزامن مع التحضيرات التي أطلقها المبعوث الدولي لإطلاق جولة تفاوضية جديدة في جنيف، مطلع الشهر القادم، ما يضعه أمام تحديات تصعيد وحشي يستهدف قطع الطريق على أي مسار سياسي لا يلبي مطالب تحالف العدوان، ويمنح جرعة قوة إضافية للجانب اليمني الوطني الصامد شعبياً وعسكرياً في الميدان. كما أن هذه المجزرة تستبق أيضاً التقرير الأول الذي سيقدمه
 فريق خبراء مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في الدورة الـ39 المقبلة في جنيف، وبالتالي ستُظهر المجزرة المزيد من التحديات أمام الأمم المتحدة لإبراز جديتها في السعي لوقف هذه الجرائم، أو تثبت الأمر الواقع الذي بات معروفاً للجميع بأن منظومة حقوق الإنسان هي أداة بيد الدول المهيمنة على الأمم المتحدة، تستخدمها متى تشاء وكيف تشاء، وتعطلها في أي وقت تتعارض مع مصالحها.
العذر الأقبح من الذنب هي المزاعم أن هؤلاء الأطفال هم المسؤولون عن إطلاق الصواريخ الباليستية للسعودية، وتفاخر تحالف العدوان، في بيان رسمي له نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس)، بارتكاب المجزرة، مدعياً أنه نفذ جريمته وفقاً لما سماه القانون الدولي والقواعد العرفية، في لغة غير مسبوقة من حيث (الفجاجة والوقاحة والسفاهة)، والتباهي بارتكاب هذا الفعل الشنيع دون أي تبرير أو حتى الحديث أن خطأ قد يكون حصل، فضلاً عن الكذب والتضليل وعدم الاكتراث بأي انتقاد لهذه المجزرة، التي تعتبر جريمة حرب موصوفة متكاملة الأركان من الناحية القانونية، ويخضع مرتكبوها للمحاكمة والمعاقبة في أي وقت، لأنها جريمة لا تسقط بمرور الزمن.
لقد كشفت هذه المجزرة نزعة قيادة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي نحو الإفراط في القتل والتفلت من أي ضوابط ولو شكلية، وذلك انتقاماً من الهزائم الميدانية على كل الجبهات، وخصوصاً جبهة الساحل الغربي، والفشل الذريع الذي تكبده هذا التحالف خلال محاولته إحداث أي تقدم في مناطق الاشتباك.

أترك تعليقاً

التعليقات