وقفات مع الثورة
 

عبد الحافظ معجب

3 أعوام من ثورة الشعب اليمني انقضت، وفيها الكثير من المتغيرات التي تحتاج إلى وقفات جدية للنظر فيها وتدوينها للأجيال لمعرفتها ودراستها، ولو بدأنا من فعالية الاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة الـ21 من أيلول 2014م، فالرسائل التي تضمنتها مثلت نكبة كبيرة لدول العدوان والمرتزقة ووسائل إعلامهم وأبواقهم الذين وقفوا عاجزين أمام صلابة هذا الشعب وتماسكه وصموده منذ عامين ونصف العام من العدوان والحصار.
عامان ونصف استخدمت خلالها دول العدوان كل الأسلحة الممنوعة والمحرمة دولياً لتركيع الشعب اليمني، دون جدوى، اعتقدت دول العدوان أنها قادرة على كسر إرادة اليماني بسلاحها الإعلامي (الفشنج) وحربها النفسية الفاشلة، وفي السنة الثالثة من الثورة والحرب تأكدوا أن (مش كل البرم لسيس).
الحشود التي رسمت لوحة الصمود في ميدان السبعين أثبتت لكل العالم أن هذا الشعب لا يُكسر ولا يُهزم، وأن العدوان السعودي لم يجنِ غير الهزيمة خلال أعوامه الثلاثة.
المدرعات التي كان مرتزقة العدوان ينتظرون أن تنقلهم إلى وسط العاصمة صنعاء، شاهدها كل العالم وهي تنفذ عمليات (استعراضية) داخل ميدان السبعين، ورئيس اللجنة الثورية العليا يقود إحداها، ويعلن لدولة الإمارات أنه مستعد لعقد صفقة تبادل يعيد فيها الإماراتيون (حمار نهم) مقابل إحدى المدرعات.
عشية وصبيحة احتفال الشعب بيوم الـ21 من أيلول، كان رجال الرجال من أبطال الجيش واللجان الشعبية يحتفلون في جبهات نجران وجيزان وعسير بطريقتهم، من خلال (تنكيلهم) بجنود العدوان ومرتزقته، وتدميرهم للآليات وإحراقها بالولاعات.
كما أن حشود السبعين لم تكن للاستعراض أو الاحتفال فقط، وإنما للحشد للجبهات بالمال والسلاح والرجال والعتاد، وجهز الشعب قافلة الدعم والمدد ليسطروا ملحمة جديدة من ملاحم العطاء والبذل في ظل وضع اقتصادي لا يخفى على أحد.
إنها الخصوصية اليمنية التي حيرت العالم وأذهلت كل المراقبين والمتابعين لما يدور في هذا البلد، الكل يتساءل: كيف لشعب محاصر يعيش منذ عام بلا مرتبات، ويواجه الحصار الخانق في كل شيء، لا زال يعطي ويبذل؟ كيف لشعب أرهقه العدوان، قصفاً وقتلاً، ودمر وعطل كل مقومات الحياة، لا زال يهتف بعزة وشموخ في وجه هذا العدوان، ويحتشد بالملايين ليوصل رسائله التي عجزت شعوب المنطقة أن ترسل مثلها برغم اختلاف الظروف، ولصالحها بلا شك؟ 
ثورة الشعب التي كانت قبل 3 أعوام هي ذاتها مستمرة برغم اختلاف الظروف، فالذين أرادوا قبل الثورة أن يثقلوا كاهل هذا الشعب بالأزمات الاقتصادية، ويخنقوه برفع الدعم عن المشتقات النفطية، هم أنفسهم من يتحكمون اليوم بالوضع الاقتصادي، ويسعون لإفقار الشعب وتجويعه من خلال نقل البنك المركزي إلى عدن، وحرمان الموظفين من المرتبات، وتخفيض إنتاج الغاز المنزلي وإخفائه من الأسواق والتحكم بالسوق السوداء.. من كانوا يرسلون عناصر القاعدة والجماعات التكفيرية لاغتيال اليمنيين، لازالوا هم أنفسهم من يزرعون الخلايا لتنفيذ العمليات الإرهابية وحصد أرواح الأبرياء، واعترافات خلايا حزب الإصلاح خير شاهد ودليل.
كانت السعودية تقتلنا بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة، واليوم بعد 3 أعوام من الثورة التي قطعت اليد السعودية، أصبحت تقتلنا بالغارات الجوية، والفرق أنها كانت تتستر في جرائمها السابقة، أما اليوم فالمعركة واضحة، والخلاص قريب، والخسائر التي تتكبدها مملكة بني سعود كبيرة جداً في حربها التي لم يعد يقتنع بها حتى شعب بلاد الحرمين.
ثورة الشعب مستمرة، وهذه المرة سينتفض شعب الجزيرة إلى جانب الشعب اليماني، وتلتحم جماهير الثورة بأهداف واضحة ليعم السلام في كل المنطقة.

أترك تعليقاً

التعليقات