الإمارات ومصير المرتزقة
 

عبد الحافظ معجب

عبد الحافظ معجب / لا ميديا -

في الوقت الذي أثبت فيه حاكم دبي، محمد بن راشد، فشله وعجزه عن استعادة زوجته الأميرة الهاربة هيا بنت الحسين، لا يزال البعض من المرتزقة "الدنابيع" يراهنون عليه لإعادة شرعيتهم المزعومة. وعلى الرغم من الدور السلبي الذي لعبته الإمارات في اليمن إلَّا أن الغباء "موهبة" لدى المرتزقة، فكيف للمحتل أن يكون منقذاً؟! الإمارات ومنذ إعلان انضمامها إلى دول العدوان على اليمن كثاني دولة بعد المملكة السعودية، وضعت على رأس قائمة أولوياتها تحقيق مصالحها الخاصة وطموحاتها في التحول إلى قوة إقليمية كبرى تسيطر على شبكة الموانئ المهمة والمواقع النفطية وموانئ تصدير النفط والغاز في المنطقة والعالم، وسيطرت فعلاً وبشكل مباشر على مواقع استخراج النفط والغاز المسال، وموانئ تصديرها، وأنشأت قاعدة عسكرية في ميناء بلحاف النفطي بمحافظة شبوة، وأنشأت أيضاً لواءً من القوات الخاصة الإماراتية مزوداً بطائرات الأباتشي، في حقل المسيلة النفطي بمحافظة حضرموت، بالإضافة إلى إنشاء كتيبة إماراتية في ميناء الضبة النفطي، تتخذ منه القوات الإماراتية مقرًّا لاستخباراتها العسكرية في محافظة حضرموت. كل هذا ساهم في الحد من قدرة "حكومة الفنادق" على تصدير النفط والغاز للخارج.
إلى جانب القيود التي فرضتها الإمارات على "مرتزقتها"، لم تتوان أبوظبي في إهانة الشرعية المزعومة من أعلى هرم فيها (الدنبوع) وصولاً الى بقية المسؤولين من وزراء ونواب، حيث فرضت عليهم قيوداً وشروطاً للسفر والتنقُّل، ومنعت الكثير منهم من العودة إلى المناطق التي تسيطر عليها، وعملت على طرد رئيس الوزراء السابق أحمد عبيد بن دغر من عدن وأهانته...
في جزيرة سقطرى بإخراجها لمتظاهرين يؤيدون المحتل ويرفضون تواجد الحكومة في الجزيرة، وبكل شراسة شنت السلطات الإماراتية حرباً ممنهجة ضد ما يسمى بالشرعية من خلال التحريض المنظم والاغتيالات الممنهجة، وفتحت السجون الخاصة والسرية للتنكيل بكل من يقف في وجه مشروعها التوسعي والاستثماري في اليمن، حتى وصل بها الأمر إلى منع عقد أي اجتماع للبرلمان المزور والمرتزق في عدن أو سيئون.
تواصل الإمارات عنجهيتها ويواصل المرتزقة سذاجتهم بالخضوع لها. وحتى اللحظة لم يرَ اليمنيون أي موقف محترم للمرتزقة تجاه ما تفعله الإمارات فيهم وفي بلدهم، باستثناء تصريحات هنا وهناك لا تتعدى التلميح بالكلام حول ما تفعله أبوظبي، مع العلم أن "الدنبوع" باستطاعته أن يرسل كتاباً لحكام أبوظبي يطلب فيه سحب قواتهم وإنهاء تواجدهم في اليمن، فهل سيفعلها؟! لا أعتقد ذلك، فهادي ومن معه من المرتزقة لا يملكون حتى جرأة أو شجاعة زوجة محمد بن راشد التي أخذت أولادها وفرت من الإمارات إلى إحدى الدول الأوروبية.
يملك "هادي" ونائبه علي محسن "حرم السفير" خبرة كافية في الهروب، وهم بأشد الحاجة لفعل ذلك، غير أنهم يقفون عاجزين وهم يتعرضون للإهانة اليومية على يد غلمان الإمارات التي أعلنت مؤخراً أنها ستسحب قواتها من مأرب والساحل الغربي لتترك المرتزقة يواجهون مصيرهم، وستكتفي بالتواجد في أماكن "النفط والغاز" والموانئ والجزر الهامة والاستراتيجية.
على وقع الضربات المتكررة للجيش واللجان الشعبية والرسائل المتتالية التي تبعثها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر إلى مطار أبها ومعسكرات التحالف، ستغادر الإمارات اليمن وستتبعها السعودية، وسيبقى مرتزقة الفنادق في وضع صعب جداً، وسيدفعون ثمن صمتهم على ما ارتكبته السعودية والإمارات بحق اليمن واليمنيين وهم كانوا بالفنادق متنعمين وساكتين.

أترك تعليقاً

التعليقات