خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -

لا يمكن لقيادات المجلس الانتقالي زيارة أية دولة إلا بتوجيه إماراتي، واختيار الانتقالي لهذه المهمة يعني أن الإمارات مسحت ما تسمى الشرعية من قائمة عملائها، ولم تعد تتعامل إلا مع المكونات والجماعات الموجودة في المناطق المحتلة، وهذا ليس بالأمر الجديد، الجديد هو التوجه نحو روسيا، وهو مؤشر ودلالة واضحة بأن الإسناد الأمريكي يتراجع بعد أن أوشك ضرع البقرة أن يجف، ولأسباب أخرى متعلقة بالضغوط ونشاط المعارضة التي تواجهها السياسة الأمريكية بشكل عام وترامب بشكل خاص، بينما بريطانيا التي عملت بمكر لا تزال تسعى بشكل مباشر وغير مباشر (من خلال الإمارات والأمم المتحدة) لتنفيذ أهدافها، وهذا ما يجعل وتيرة العدوان تختلف من منطقة لأخرى، كما أنه نفس السبب الذي أوجد فرقاً في وضع عملاء العدوان، فما تسمى الشرعية التي تعتمد على السعودية المستندة على أمريكا، باتت الحلقة الأضعف في سلسلة العدوان، وكذلك في المناطق اليمنية التي يحتلونها، بينما الجماعات الإرهابية والمكونات والقيادات المدعومة من الإمارات المنفذة للأجندة البريطانية، لا تزال هي المعيق الأكبر لكل مساعي السلام، وتعمل على تعزيز نفوذها في مناطق سيطرتها، وليس معنى هذا أن أمريكا والسعودية ومرتزقتهما رفعوا أذاهم عنا، ولكن الفشل والخسائر والضغوط نالت منهم أكثر، ونفوذهم يشهد مرحلة جزر، وباتوا يبحثون عن مخرج، وتوجه الانتقالي إلى روسيا بإيعاز وتنسيق وأوامر إماراتية وضوء أخضر بريطاني، جاء في سبيل ضمان عدم اعتراض الدب الروسي على الخطوات التي ستقوم بها بريطانيا أممياً وإماراتياً بشأن اليمن مقابل كروت ومصالح للدب الروسي.

أترك تعليقاً

التعليقات