مولد بلا جبايات
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
سعدت كثيرا عندما وجدت عاقل ومشرف حارتنا يمران على أصحاب المحلات التجارية في الحارة ليبلغاهم بألا يدفعوا أي مبلغ لأي شخص يطلب منهم المساهمة في احتفال المولد النبوي الشريف.
سألته: ماذا عمن يريد المساهمة من تلقاء نفسه؟!
قال: البعض يقول: المساهمة اختيارية؛ لكن الموضوع يكون فيه شبه إجبار، إذ يتوجس الشخص أو التاجر بأنه سيتعرض لضرر في حال لم يساهم، لذلك من أراد أن يساهم في الاحتفال من تلقاء نفسه بنفس طيّبة وقناعة كاملة فيجب أن يتم ذلك بدون طلب، لا شفوي ولا تحريري.
أيضاً، فعاليتنا في الحارة ستكون مميزة هذا العام، سواء من ناحية الحشد أم إكرام ضيوف الرسول الأكرم، يعني أن الناس لن يدفعوا، وسيحضرون وسيحظون بكرم الضيافة، وستكون المادة الملقاة في الفعالية مميزة.
يبدو أن التغييرات تمتد لتشمل الحواري، وسنجعل من حارتنا نموذجا رائعا يقتدى به بإذن الله تعالى.
لنكن واضحين وصريحين ونتحدث بمصداقية، لأن ذلك من ناحية يوضح العيوب والأخطاء، وبالتالي يساهم في التصحيح والتصويب، ومن ناحية أخرى يكشف ويدحض أكاذيب وافتراءات الحاقدين والمكلفين بالتشويه.
من المعروف أن البعض يتعمد عكس صورة مغلوطة وتشويهية، من خلال بعض التصرفات، فمثلا أعرف أشخاصاً كانوا ينهبون باسم المولد النبوي، فلا هم الذين استخدموا ما جلبوه باحتفالية المولد ولا هم الذين سكّهوا الناس هذه الجبايات، وبالنسبة لهم يعتبرون أنهم ضربوا عصفورين بحجر: شوّهوا الأنصار ونفّروا الناس منهم، وعبّوا الجيب مصاريف!
من ناحية أخرى، هناك قيادات من الأنصار أنفسهم أساؤوا التصرف وبكل وقاحة وعجرفة وانحرفوا عن المسار وشوهوا المسيرة أكثر مما شوهها الأعداء أنفسهم.
وفي الحالتين، سواء كان المخطئ والمسيء أنصارياً أو متسلقاً ومدسوساً، فالأنصار هم من يتحملون ذلك؛ كون السلطة بأيديهم.
أيضا البعض يحاول إثبات ضرورة الاحتفال بأسلوب جلف للغاية ومنفر وعكسي، وهناك من يفعل ذلك عمدا ضمن برنامج التشويه الممنهج، والبعض بغباء وجهل، والبعض نلاحظ أنه يجادل نفسه ولا يوجد طرف آخر معه في الجدال، وإنما للاستعراض فقط وإثارة الردود، مع أنه لم يعد هناك داعٍ لأي جدال لإثبات ضرورة الاحتفال.
ما سبق شرحه بالنسبة لبعض المتغيرات في حارتنا هو نموذج صحيح ومثالي لجذب الناس وتوعيتهم بالتي هي أحسن.
الناس بحاجة إلى عقلانية وإنصاف وعدالة وسلوك سوي ومتزن، الناس بحاجة إلى قدوات، الناس بحاجة إلى أن ينظروا إلى مبادئ الإسلام وما أوصانا به خاتم الأنبياء صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين وصحبه الأخيار في تعاملكم وتصرفاتكم وسلوككم وأفعالكم. والله الموفق والمستعان.

أترك تعليقاً

التعليقات