ثنائي السلطة الرابعة
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -

عندما ينشر الإعلام الخاص عن بعض الأحداث لا تلوموهم، لأن الشعب على نار أمام بعض القضايا المهمة، وإعلامنا الحربي آثر الصمت عن بعض التفاصيل، المهم في الموضوع هو تحري المصداقية قدر الإمكان وتجنب الوقاحة والاستفزاز والبذاءة.
أما من يقول إن الكلام عما يدور في الجبهات سيضر بالمجاهدين، فهذا غير صحيح، لأن العدوان يرصد كل شيء من واقع الميدان أولاً فأولاً، وفي لحظة الحدث، وما يصل إلينا الخبر إلا وقد وصلهم منذ ساعات على الأقل، ولا يتابع العدوان المنشورات وتقوم الطائرات بناء على ما يتم نشره.
التكتيم الإعلامي الرسمي تكون له أحيانا أسباب متعلقة بمفاوضات، وأحيانا أخرى بكروت تم الاتفاق عليها، ولهذا كثير من العمليات الضخمة جدا لم يتم الإعلان عنها قبل أو أثناء أو بعد إنجازها مثل عملية الملاحيط، والمرحلة الثالثة من عملية «نصر من الله»، وغيرها، لكن هذا يشمل الجانب الرسمي فقط، وأعتقد أن النشر بمصداقية وأسلوب مهذب وراق أفضل من تركنا نستسقي المعلومة من صفحات العدوان ومرتزقته.
كذلك هي السلطة الرابعة (الصحافة) التي تمضي قدما نحو التصحيح، وغالبا ما تنجح كبديل للأجهزة الرقابية إن كانت ذات مصداقية وتعمل باستقلالية كاملة، ولا تضع للمصلحة الشخصية أو الحزبية أي اعتبار، وهذا ما لاحظته ولمسته في صحيفة «لا» التي يرأس تحريرها الصحفي المبدع صلاح الدكاك، وأيضاً في برنامج الصحفي الرائع عبدالحافظ معجب في قناة «الساحات»، ومن هنا أدركت أن الدكاك ومعجب يسيران في خط متواز لإحقاق الحق ونصرة المظلوم والوقوف في وجه الباطل مهما كانت النتائج، والجميل في الموضوع أن ذلك يتم في إطار مناهضة العدوان والنهوض بالوطن، وهذا ما حث عليه سيد الثورة (سلام الله عليه) في كلمته الأخيرة عندما تطرق إلى النقد البناء.
فعندما تسلط الصحافة الخاصة الضوء على بعض الانتهاكات والتجاوزات والأخطاء، فهذا يأتي في إطار التصحيح والوصول إلى الحد الأمثل قدر الإمكان، وعندما تبحث عن مبادرات مجتمعية لإعانة الحالات الأشد فقرا والتي تعاني من المرض وتمر بأزمة خانقة وبحاجة إلى من يقدم لها يد العون، فهذا يأتي في إطار مساعدة السلطة على ما قد تعجز بمفردها عن القيام به، وهذا ما يفعله عمالقة السلطة الرابعة.
لهم منا كل التقدير والاحترام، ونتمنى على السلطة أن تستشعر أهمية ما يقومون به وتقف إلى جانبهم باعتبارهم الجانب المشرق الذي يضيء الطريق لها، أما من ينقل لهم صورة بأن كل شيء على ما يرام، فهذا في حقيقة الأمر عدو حتى لو كان صادقاً في رفضه للعدوان، و»عدو عالم خير من صديق جاهل»، فما بالكم بصديق عالم؟
دمتم بحفظ الله ورعايته وزاد الله الشرفاء من أمثالكم.

أترك تعليقاً

التعليقات