الصد عن سبيل الله
 

شرف حجر

شرف حجر / لا ميديا -
هناك وجوه عدة للصد عن سبيل الله من خلال الواقع الميداني في حرب متنوعة ضد دين الله سبحانهُ وتعالى ومشاريع التجديد في كل مرحلة وزمان ومنها عن سبق إصرار وتخطيط ومنها ما هو بسبب انزلاق الإنسان خلف أهواء نفسه ونزعته الشخصية تحت أسباب تتنوع ويختلف توصيفها كلاً بحسب الأسلوب والدوافع والنزعات الجاهلية لنسج شبكة علاقات وتحالفات جديدة وفقاً لمرحلة التطور المستجد لسلطة الحكم مناطقياً رأسماليا تعاقدات مصالح جديدة تستغل الفرص الجديدة.
طفح السوء الذي ظهر عندما تهيأت الظروف لظهوره على السطح وأصبح في موقع التمكن من الفرعنة وتجلي الروح المكبوتة طيلة ما مضى ليتكشف الجزء الحقيقي لشخصيته التي توارت طويلاً خلف رهبانية مصطنعة ووجه زائف سرعان ما يتضح على حقيقته عندما تواتيه الفرصة التي طال انتظارها من وجهة نظر الكثيرين أنها فرصة يجب استغلالها وتوظيف كل إمكانياتها لتحقيق المكاسب الشخصية والاندماج ضمن ريع التحالفات والتمركز كقوى جديدة على الساحة مهما كانت التبعات والنقد والاستياء.

بعض أوجه الصد عن دين الله
- من لديهم ممانعة ضد ما أعلنهُ سيد الثورة يحفظه الله من التغييرات الجذرية.
- من أصبحت لديهم شبكات عنكبوتية في مختلف مفاصل القرار ومؤسسات الدولة.
- من شيدوا منظومات إقطاعية رأسمالية.
- من أسسوا تحالفات بديلة وإقطاعات مناطقية وجهوية وقوى وتكتلات وخلايا تمارس الضغط والتمرير وفق أجنداتهم الشخصية للتمدد والسيطرة ضمن ساحة النفوذ.
- من يصلهُ توجيه وتعليمات سيد الثورة ويقفز للاجتهاد عليها أو ابتكار تخريجة على هواه، مدعياً أنهُ ممن يحسنون صُنعاً، أين ادعاء التولي والتسليم الذي ضج المسامع، خطابات وورشات لتطبيع المستهدفين بغرض التسليم لمعاليه وهو في داخله عاق مخالف لما يدعيه، يصل إليه توجيه قائد الثورة فيختلق الأعذار ويُسوق التبريرات ويختلق المعوقات كي لا ينفذ توجيه السيد ويدعي أنهُ جهبذ في سبيل الله.
- كل تصرف وخطاب وسلوك وأسلوب وسلبيات وفرعنة ونزعات قميئة تستفز المواطن، رغم أنها لا تمثل المسيرة القرآنية والمشروع الثوري وتمثل من يرتكبها فقط وإن كان متلطياً بالأنصار، بينما الأنصار والثورة منه براء، مع أن السيئة تعم وطبيعي أن يكون السخط شاملا، لذلك لجم المزرين أصبح حاجة عاجلة.
- من يتسبب في حالة التفقير وإهدار كل المقدرات المتاحة، وسوء التوظيف لكل ما هو ممكن من الموارد رافعاً شعار التذرع والترحيل للنظام السابق، خلاص؛ هذه صفحة طوتها ثورة الـ21 من أيلول، الذريعة الأخرى «نحن في عدوان»، تمام ما هو الجديد وما هو المانع في إطار الممكن والمتاح إدارة الموجود وكف أيادي العابثين وفساد المفسدين.
- من يعمل لمصلحة شبكات رأس المال، والقضاء على كل مقدرات البلد الخدمية من كهرباء ومياه وصحة وهي الأهم وكل قطاعات الخدمة التي على الدولة التكفل بها وتحمل المسؤولية تجاه الشعب وأمام سيد الثورة (يحفظه الله).
- من تجاهل موجهات وتوجيهات السيد القائد التي مضت عليها أعوام، ماذا فعلوا في ترجمه ما صدر عن السيد في النقاط الـ12، ملف الإصلاحات القضائية؟ ماذا تحقق فعلياً في ملف القطاع الزراعي؟ لا شيء، حقيقة فشل مخيف وتسويف مرعب وجراءة على التبرير واستهداف كل من يطرح وينتقد إيجابياً ويسأل بشكل مخجل، لم يكفهم الفشل طيلة كل هذا الوقت، بل مصرون على استمرارهم في مناصبهم وطز بالبلد.
هذه الفترة المزرون في حالة إرباك وكل يتحسس لحظة القصاص، وفي حالة من الفوضى كسماسرة بورصة الأوراق المالية مترقبين انخفاض أسهمهم ونزول الخسارة التي تقضي على نظامهم الذي شيدوه طيلة الفترة الماضية وخانوا لأجله الله والمشروع الثوري القرآني والسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، ولم يكونوا أهلاً للأمانة ولا محلاً للثقة التي أعطيت لهم وكانوا السبب في تدهور الأوضاع في الساحة الداخلية ومعاناة الناس معتقدين أنهم قد تمكنوا، ونسأل الله أن يُمكن سيد الثورة منهم.
التغييرات الجذرية قادمة دون أدنى شك فهذا وفاء ووعد صادق من سيد الثورة لشعبه، والذي لن يسمح بمعاناة الناس ولولا المستجدات الأخيرة واحتدام المواجهة العسكرية والمعركة المقدسة لنصرة غزة وكل شعب فلسطين لسبق الإعلان عنها في خطاب السيد القائد داخلياً وخارجياً.
النجاح في ساحات الجهاد والجانب العسكري ومواجهة العدوان وصولاً لمناصرة غزة ليس لهُ نظير، لله الحمد والشكر، وفي الجانب الآخر هناك سوء إدارة للملف الداخلي والفساد الذي تفشى وتجلى عندما خفتت أصوات البنادق تزامناً مع الهدنة الافتراضية نار تزحف نيرانها بهدوء خبيث وممنهج لاستهداف حاضنة الثورة وشعب سيد الثورة.

نموذج   ومثال
جميل اجتهاد من يحرصون على نجاح موسم الدورات الصيفية وأمر يستحق الثناء، وهنا أريد الإشارة إلى أن الطلاب الذين يتم الاهتمام بتنشئتهم وتربيتهم وتعليمهم هم نفس الأبناء الذين يرتادون مراحل التعليم الحكومي، فلماذا لم يتمكن المعنيون من أعلى هرم السلطة إلى وزارة التربية وكل من لهُ علاقة من تشخيص معضلة العملية الدراسية وتفعيل التعليم الحكومي، بما فيها رواتب المعلمين ونفقات المؤسسات التعليمية، ومراجعة مخرجات التحصيل العلمي بما يتناسب ويلبي احتياجات الطلاب لتأسيسهم علمياً بالشكل المفروض بدلاً من تحويل العملية التعليمية إلى مؤسسات تجارية وقطاع ربحي، وحالة مرعبة لتنصل الدولة من القيام بواجباتها الإلزامية تجاه الشعب.
كمن يعمل على تمكين القطاع الخاص للاستحواذ على منطقة ذات كثافة سكانية كبيرة في أمانة العاصمة، وبدلاً من دخول خدمة الدولة والتي هي ضمن نشاط مؤسسة من مؤسساتها الخدمية لسكان تلك المنطقة، يمنح الامتياز للقطاع الخاص، هذا الكلام في قطاع المياه يعني الذي لحق الكهرباء، فهناك محطات كهرباء وآبار مياه خاصة.
تخيلوا من قفزات النبوغ لدى السلطة اليوم مابش مشروع مياه نشتري وايتات لسنين ينزل موظف مؤسسة المياه يطالب بسداد الاشتراكات وقيمة خدمة الصرف الصحي، حتى قضاء الحاجة بزلط تقول له: خاف الله. يقول لك: هذا حق الدولة، ما لم سنقوم بسد فتحة المجاري. متى أقرت رسوم الصرف الصحي، هؤلاء قساة لا يستحون، وربما قريباً ستركب عدادات تحصي الأنفاس ويتم إقرار رسوم شهيق وزفير.
تحويل القطاع الصحي وكل خدماته التي يفترض أنها ركن من أركان ومسؤوليات الدولة الحاكمة تجاه شعبها إلى رأسمالية وربحية مخيفة تعكس وحشية السلطة وجشعها.
بعض ما سبق هو جزء بسيط يبين كيف أن الصد عن سبيل الله يتسرب إلى كل مكان، وفي هذا خدمة للشيطان الذي يسعى زاحفاً للصد عن دين الله، فتكدير الساحة الداخلية وتأزيم حياة الشعب وفعل أعمال العدو لخدمة من؟! ولصالح من بقاء الناس في حالة الضيق والمعاناة؟ من يستهدف هذا الشعب إنما يعمل لصالح العدو بوجوه مختلفة ويشتغل ضد دين الله والمشروع الثوري والسيد القائد (يحفظه الله).
كل من في موقع المسؤولية اليوم من أعلى منصب في السلطة إلى أصغر وظيفة، لو كان ادعاؤهم الولاء والانتماء للمشروع الثوري والتسليم لسيد الثورة (يحفظه الله) حقيقة لما وجد من يتحفظ أو يمانع أو من لديه وجهة نظر تجاه قرار سيد الثورة للتغييرات الجذرية وتشذيبها وفرض الاستثناءات، ولبادر ووضع كل واحد منهم استقالته تحت تصرف سيد الثورة (وفقه الله) بتسليم مطلق، ولكن يبدو أن مشيئة الله أن تتكشف حقائقهم للسيد القائد، التغييرات الجذرية اليوم كنهر طالوت، ولربما كان هذا الموقف والمبادرة ستستر شيئا من عوراتهم التي ستكشف يوم الحساب الثوري.

أترك تعليقاً

التعليقات