خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
يا لطيف كم كشفت ذكرى فتنة كانون الأول/ ديسمبر هذا العام من عفافيش، على غير الأعوام السابقة، على أساس أنهم ساخطون، إما بسبب مهاترات شخصية وسوء تعامل البعض، وإما بسبب الفساد والأخطاء والإهمال والاختلالات القائمة في حكومة الإنقاذ، وأن هذا الوضع أجبرهم "يتعفششوا" بعد أن كانوا من أنصار الأنصار، وطبعاً هذا مستحيل، لأن من يستاء من وضع معين لا يمكن أن يترحم على أسوأ وأقبح منه آلاف المرات، وإنما عبروا عن قناعاتهم التي كانت مخفية في سريرتهم.
ولهؤلاء أقول وبصريح العبارة: إن حذاء السيد القائد أنظف وأشرف وأطهر من كل العفافيش والإصلاحيين المؤيدين والمناصرين للعدوان.
وما حدث في الحقبة العفاشية والدنبوعية لم يحدث في أي زمان ومكان. وكل فساد اليوم لا يعد قطرة من فساد مورس لعقود مضت. وخذوا عندكم هذه الأمثلة:
1ـ النفط اليمني الذي كان يتم استبداله في عرض البحر بنفط آخر مع فارق سعر عشرة دولارات لكل برميل، لإجمالي مائة وعشرين ألف برميل يومياً، باعتبار نفطنا مصنف "برنت"، ويستبدل بنفط آخر أقل جودة بفارق سعر، ثم تذهب الكمية الجديدة إلى مصافي عدن للتكرير. علماً بأن الكمية التي كانت تستبدل هي مائة ألف برميل فقط، أما العشرون الألف الأخرى فيتم دفع قيمتها إلى جانب فارق سعر المائة ألف برميل، وهذا بنظر ومعية رأس النظام، وكانت تتم هذه العملية بشكل يومي طوال عقود منذ إنشاء المصافي ولحزب الإصلاح المسمى "معارض" نصيب مقابل صمته وسكوته.
2ـ النفايات النووية والكيميائية التي دفنت في الساحل الغربي بمعية عبده بورجي، في أكبر صفقة فساد وخيانة معا لصالح عفاش نفسه، وقد دفع -وما زال يدفع- أهالي المنطقة ثمنها حتى اليوم من صحتهم وصحة أبنائهم جيلا بعد جيل، مع العلم أن "الإصلاح" كشف الموضوع في وقته وحينه واستلم نصيبه ودس رأسه في التراب.
3ـ كيف تم تسليم ميناء عدن لشركة موانئ دبي؟! وما المقابل؟! وما النتيجة؟!
4ـ ما الذي باعه النظام السابق في صفقة "اتفاقية جدة" لترسيم الحدود؟! وما النتيجة؟!
5ـ من تاجر بآثار اليمن وأخرجها بتصريحات سرية وعبر رحلات الطيران، وليس تهريبا بريا، وعلي محسن ومقولة والسياني ومقصع استلذوا الموضوع واشتغلوا "قرعة"، لدرجة أن ما عاد هناك متحف في العالم إلا ولديه قطع من الآثار اليمنية؟!
6ـ أين ذهبت عائدات 24 منجم ذهب منذ عشرين عاما؟! وكيف وصلت الإمارات إلى مرتبة امتلاك أعلى مخزون من سبائك الذهب في الشرق الأوسط رغم أنها لا تنتجه؟!
7ـ ما الذي كانت تفعله الشركة البريطانية "زينك" في منجم جبل صلب بالجوف؟! وأين عائدات ما كانت تستخرجه منذ التسعينيات إلى أن أعاد أبطال الجيش واللجان المنطقة إلى جغرافيا السيادة الوطنية، وقصف المرتزقة حينها المنجم باللحظة نفسها، بما فيه من معدات بريطانية، علماً بأن المنجم غني جداً بالرصاص والفضة والزنك ومادة أخرى لن تصدقوا إن ذكرتها لكم؟!
8ـ قوارب الاصطياد غير التقليدي (لما بعد العشرة أميال) في البحرين العربي والأحمر وهي بالمئات وبشكل يومي، أين عائداتها؟! ولصالح من كانت تعمل، علماً بأن آخر دراسة تقول إن البحرين بالإمكان أن يستوعبا أربعمائة قارب اصطياد غير تقليدي وبما لا يضر الاصطياد المحلي؟!
9ـ كم هو المبلغ الشهري الذي كان يستلمه عفاش مقابل إهمال باب المندب، رغم أنه واحد من أهم المضائق العالمية، وعدم تطوير وتأهيل الجزر والموانئ، ورفض العروض الصينية وغيرها لتحديث وتطوير جميع الموانئ مقابل عروض تجارية ستدر على خزينة اليمن مليارات الدولارات؟!
10ـ كم المبلغ الشهري الذي كان يستلمه عفاش وحاشيته وعلي محسن وزبانيته مقابل عدم استحداث أي استكشافات نفطية أو غازية على طول الشريط الحدودي بعمق مائة وخمسين كيلومترا؟!
هذه عشرة أمثلة، ومثلها الكثير يحتاج سردها لعشرات الصفحات، ومنها جرائم عفاش، عميل الموساد الذي لم يحكم اليمن أقبح منه هو وحاشيته على مر العصور والأزمنة.
نحن إن انتقدنا الفساد والاختلالات ننتقدها لنلفت نظر مخلصي الأنصار إليها، وبالتالي يتم تصحيحها وتصويب المسار، وذلك كوننا رأينا في المسيرة القرآنية المشروع الوحيد القادر، بفضل الله عز وجل، على إلغاء التبعية والوصاية وتحقيق حرية واستقلالية اليمن ثم النهوض به، بغض النظر عمن شوهوا المشروع بانحرافهم عن المسار أو باختراقهم للمسيرة لخدمة العدوان أو بتسلقهم ونفاقهم وتلونهم، وكلهم إلى زوال في القريب العاجل بإذن الله عز وجل. والله الموفق والمستعان.

أترك تعليقاً

التعليقات