اليمن في طور استعادة التصنيف الرباني
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
تزايدت أعداد المحتشدين الى ميادين العزة والكرامة بعد القصف الأمريكي الصهيوني.
هذه هي المعادلة التي لم يتمكن العدو من استيعابها منذ بدء الاعتداء على اليمن عبر أذياله (السعودية والإمارات) إلى أن برز الشر كله لـ»يمن الإيمان» كله.
مشكلة العدو أنه لا يزال يعتقد أن عينة اليمانيين مختزلة في المرتزقة المنبطحين مقابل الثروة والسلطة. بمعنى أنه يبني دراساته وتحليلاته وفق نموذج من جعلوا من اليمن حديقة خلفية للسعودية.
هناك عقود من الزمن جرت فيها عملية الغزو الفكري بوتيرة عالية جدا بالتوازي مع عملية الإفقار والحيلولة دون استثمار الموارد، والتجهيل... إلخ، وكانت تلك العقود بمثابة تهيئة وتمهيد وتأسيس لضمان استمرار حالات التبعية والاستعمار العصري، وعلى ذلك لا يزالون يقيسون درجات الوعي ونسبة الصمود والثبات والقدرة على تحقيق الحرية.
لم يستوعبوا بعد أن يمن اليوم غير يمن الأمس.
لم يتمكنوا من اللحاق بركب الأحرار حتى في دراساتهم، فنحن نتقدم في إطار صناعة النموذج العربي الأول للتحرر والاستقلال، وهم يبنون دراساتهم وتوقعاتهم بناء على الماضي البغيض.
الأمر لا يقتصر على الموقف والمعنويات والثبات والصمود وتصحيح المفاهيم والثقافة المغلوطة، فهناك عمل دؤوب وقد كان بفضل الله عز وجل كفيلا بفرار وهروب رابع حاملة طائرات أمريكية بشكل لم يسبق له مثيل، وإغلاق ميناء أم الرشراش بشكل كلي، وتوقف رحلات المطار الأكثر من حيث الحركة في كافة المنطقة مطار «بن غوريون» لساعات وقد تتوقف مستقبلا لأيام.
وما لم يستوعبه العدو حتى الآن أيضا أن كل هذا مقابل موقف قانوني بحت ومطالب إنسانية تتمثل في وقف إجرام الكيان الصهيوني في فلسطين وإدخال المساعدات وليس مقابل الاعتراف بسلطة صنعاء أو مكاسب دنيوية.
هناك الكثير مما يمكن سرده في هذا الإطار. والخلاصة هي أن اليمن في مرحلة استعادة التصنيف الرباني «بلدة طيبة»، ولن تكون طيبة إلا بإلغاء التبعية، وبوصلة الارتقاء والنهوض هي القضية الفلسطينية.
والله الموفق والمستعان.

أترك تعليقاً

التعليقات