صمود أسطوري وانتصار ساحق
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
للمرة الثالثة تفشل ما تسمى «قوات النخبة الصهيونية» في اقتحام غزة بمجرد دخولهم بضعة أمتار فقط.
المجموعة الأولى لم يعد منهم أحد ولم يتمكن الصهاينة من تحديد مصيرهم، والمجموعة الثانية انتهى أغلبيتهم وانسحب المتبقون وعادوا أدراجهم خائبين يحكون هول ما شاهدوه من رعب وينصحون بعدم تكرار التجربة نهائيا، أما الثالثة فلم تفصح عن خفاياها بعد، وإن كانت ستلحق سابقاتها بالفشل والهزيمة.
كان المخطط هو أن يحققوا اختراقا للقطاع ولو لنصف كيلومتر يتم بعدها إعلان هدنة ووقف إطلاق النار بحجة ترك المجال لإدخال المساعدات الإنسانية.
بمعنى أدق، إغلاق عملية «طوفان الأقصى» بعد الاقتحام كخاتمة تعيد للكيان المحتل شيئا من هيبته المبعثرة.
أما عن المجازر فكما تحدث الكثيرون، ونحن نكرر هنا، بأنها تشكل جرائم حرب ضد الإنسانية ولا تحقق أي انتصار، بل إن مردودها عكسي تماما.
العمل الجهادي الاحترافي الذي لفت نظري هو مشاركات المحور.
أوجعوا الكيان المحتل وأصابوه في مقتل بصمت وبالتكتيك الحربي وبالطريقة التي لا يقوى على مواجهتها وبدون خلق مبرر لحرب مفتوحة تشارك فيها تكتلات وتحالفات عالمية وأسلحة نووية، حسب رغبة الكيان كمحاولة لإنقاذ نفسه في حرب المصير وفي ظل تخاذل وتواطؤ معظم الدول العربية والإسلامية.
روسيا أيضاً لعبت دورا مهما، وبصمت، فبعد اكتشاف وجود أسلحة دفاعات جوية روسية لدى المقاومة الفلسطينية تحدث بوتين بأنهم ربما حصلوا عليها من أوكرانيا حيث قام بعض الضباط ببيع كثير من الأسلحة في سوق سوداء لتجار سلاح، كان ناقص يعمل غمزة بعد التصريح هذا.
التفاصيل كثيرة جدا والخلاصة هي أن نتائج الطوفان حتى اللحظة مذهلة من حيث خسائر الكيان المحتل البشرية والمادية والاقتصادية ومن حيث أعداد المغادرين دون رجعة (تهجير ناتج عن فقدان عامل الأمان الذي كان الاستيطان قائما عليه).
يبقى الدور المخزي والمخجل والمعيب والذي لن ينساه التاريخ هو دور المطبعين والخانعين الأعراب، ومن لم يستوعبوا بعد أنه كيان أوهن من بيت العنكبوت وأن أمريكا في أضعف مراحلها.
لا أدري هل هو الخوف أم المصالح الشخصية وحب الحياة هي من جعلتهم بهذا الذل أم أن هناك ملفات وأفلاما مخلة يهددونهم بها؟
لأنهم حتى لم يطردوا سفراء الكيان ولم يستدعوا سفراءهم، حتى وصل الأمر بأن يقوم الكيان بسحب طواقمه من السفارات خشية هجوم الشعوب عليهم.. قبحتم يا أرذل وأحقر وأرخص المخلوقات.

أترك تعليقاً

التعليقات