خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
يتساءل البعض بغباء مفرط: لماذا لا ترد إيران على ضربات الكيان الصهيوني؟! متناسين أن الكيان يستخدم العمليات التخريبية وليس الضربات المباشرة، كما أنه لا يعترف بها، أي أنها ليست حرباً مفتوحة، ومع ذلك إيران ترد على عدوها وعدو الإنسانية (محور الشر) بالطريقة نفسها التي يحاربونها بها.
ومن غير المنطقي أن توجه ضربات عسكرية بشكل مباشر ومعلن وتجعلها حرباً مفتوحة، فهي تؤلمهم بطريقة ذكية جدا جدا.
أولاً: دعمها لفصائل المقاومة الفلسطينية وللمقاومة اللبنانية، ويعرف الجميع مآلات هذا الدعم.
ثانياً: احتجاز إيران لأكثر من ناقلة ولعدة مرات إلى أن أجبرت عدوها على الإفراج عن ناقلاتها، واتخاذها سياسة "تمر كل السفن أو لا تمر جميعها"، وكان ذلك استغلالاً ممتازاً لمضيق هرمز.
ثالثاً: هناك ضربات عسكرية نفذتها إيران على قاعدتين أمريكيتين، وكانت المرة الأولى التي تتعرض فيها قواعد أمريكية لضربات في "الشرق الأوسط" منذ تم إنشاؤها. ورغم التكتم وعدم وجود إحصائية للقتلى والجرحى إلا أن الضربة بحد ذاتها كان لها دور كبير في إسقاط هيبة أمريكا، وكانت إثباتاً عملياً بأن قواعدها في المنطقة ليست في مأمن، مهما كانت وسائل دفاعاتها. أيضاً هناك بعض العمليات غير المعلنة، كعملية اغتيال ضباط موساد حدثت مؤخرا، وإحدى هذه العمليات مصورة ومنشورة في اليوتيوب.
والأهم من هذا كله مساندة الحشد الشعبي في حربه ضد "داعش" أداة أمريكا. أيضاً ما يوجهه الحشد من ضربات للأرتال الأمريكية في العراق لم يكن ليتم لولا الدعم الإيراني، وهذا السبب وراء تواجد الشهيد قاسم سليماني في العراق. وللعلم فإن هذا الرجل وحده خطط وخاض معارك أدت إلى مقتل أكثر من 600 جندي أمريكي، وبالإمكان الاطلاع على عدة تقارير بهذا الشأن. أما مساندة إيران لسورية فليس بالأمر الهين إطلاقا، وهو أحد أهم أسباب الصمود السوري أمام المخطط الصهيوني الرامي إلى تدمير وتفتيت وتقسيم سورية ونهب ثرواتها.
كل ذلك بالتوازي مع السعي الإيراني الحثيث إلى بناء قوة عسكرية واقتصادية جعلت العالم يحسب لإيران ألف حساب، ومن الغباء المجازفة وإتاحة المجال للتكتل الشيطاني لتدمير أهم المقدرات. كما فعل بعض الزعماء العرب الذين اتضح أنهم لم يكونوا أكثر من فقاعات صوتية.
حاولتُ الاختصار بقدر الإمكان، وهناك الكثير والكثير، وآخره ما حدث للناقلة الصهيونية في ميناء الفجيرة، وكذا تفجير مركز الموساد في كردستان العراق.
فلا تشغلوا أنفسكم بصمت إيران، فذلك الصمت ليس موجوداً إلا في مخيلتكم وعقولكم الإسفنجية التي تمتص كل ما تسمعه دون تفكير أو وعي أو بحث أو إدراك، والأجدر أن تسألوا أنفسكم عن الموقف العربي الانبطاحي (المعلن) للكيان الصهيوني!

أترك تعليقاً

التعليقات