تعقل يا عطوان!
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
عبدالباري عطوان بالأمس كتب عن هزيمة أمريكا في أفغانستان، وقبلها كتب عن الضربة الموجهة للناقلة الصهيونية في بحر عُمان، مؤكدا أنها ضربة يمنية بسلاح إيراني، الكثير من الصحف والقنوات والإذاعات وصفحات الفيسبوك تناولت ما قاله عطوان ببالغ الافتخار، باعتباره كاتباً ومحللاً سياسياً قومياً لا يشق له غبار ولم يسبق إدانته بالعمالة لمحور أمريكا وتحالفها كعزمي بشارة وغيره من المحللين.
ولكن لنتأن قليلا في القراءة لنصل إلى الأهداف الأبعد مما قيل أو كتب، فطالبان تنفذ أجندة أمريكية وتتحرك بناء على توجيهاتها، بدليل عدم قيام غارة أمريكية واحدة في أفغانستان، وتسارع سقوط الولايات واحدة تلو الأخرى، وكأنهم يواجهون دواجن وليس بشراً، أما عن الناقلة الصهيونية فعطوان أكد الرواية البريطانية تماما دون أي تغيير، بل إنه أشار إلى الخطر القادم من اليمن حد قوله، وبمعنى آخر برر عطوان التحركات البحرية الأمريكية البريطانية الصهيونية في المنطقة بحجة حماية خط الملاحة الدولي.
لا أعرف هل يفعل ذلك بقصد أو بنخوة العروبة الخالية غالبا من العقلانية، فمحور المقاومة لديه إعلاميون ومناصرون، ويعرفون جيدا ما الذي يجب أن يقولوه في إطار الصالح العام للمحور بمجمله، ولم يحدث أن قام أبطال اليمن بعملية ضد دول العدوان أو أسيادهم وأنكروها، فلسنا ممن ينكر الشرف الرفيع.
أما العبارات المنمقة (الأبطال، رجال اليمن الأشاوس، انكسار أمريكا وتقهقر بريطانيا، وما إلى ذلك من العبارات) لا تجعلوا منها عاملاً مغناطيسياً لتداول السموم.

أترك تعليقاً

التعليقات