لماذا نناصر الأنصار؟!
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
في بادئ الأمر كانت مواجهة الأنصار للعدوان سبباً كفيلاً بالتفاف كل أحرار اليمن حولهم، لاسيما وقد سبق ذلك مطالبتهم لهادي وحكومته بتصحيح الأوضاع بمعنى أنهم (أي الأنصار) برزوا كمكون يمني يسعى إلى تحقيق وتنفيذ ما كان يحلم به الشعب منذ عقود وبما كان الشعب يأمل أن يحدث بعد ثورة 2011، التي -للأسف الشديد- كانت مآلاتها مخيبة للآمال. فظهور الأنصار بتلك المبادئ والقيم جعلهم بمثابة المُخلّص والمنقذ والمحقق لآمال وأحلام اليمانيين وتطلعاتهم السابقة واللاحقة.
بعد ذلك جاءت مرحلة الوعي عبر الدورات الثقافية والتوعية المستمرة في كل وسائل الإعلام والاحتكاك بالمجتمع والمحاضرات والندوات. ومن هنا بدأت تترسخ لدى المجتمع اليمني قناعات غير تلك التي ترسخت بفعل الوهابية والأحاديث المدسوسة صهيونياً والسيرة المزورة والثقافة المغلوطة. وكانت جميع المفاهيم الجديدة مقبولة ومرحباً بها جدا وبشكل سريع، كونها أقرب إلى الحقيقة بتطابق قرآني وتوافق عقلي ومنطقي، وبالتالي بدأت هنا موجة أخرى من أسباب الالتفاف حول الأنصار كمكون أولاً يأبى الضيم ويرفض الظلم والفساد والمحسوبية ويطالب بتحسين أوضاع المواطنين، كما يطالب بنهضة وتنمية الوطن وكل ما يصب في إطار الصالح العام، وهذا ما عرف عنهم من خلال أسباب وأحداث ثورة الـ21 من أيلول 2014 وما قبلها، ومن خلال تصرفاتهم وسلوكياتهم. والسبب الثاني لمناصرتهم ولمزيد من الالتفاف حولهم جاء كونهم حملوا على عاتقهم مواجهة العدوان. ومن الطبيعي أن يلتف الشعب حول من يواجه عدواناً يقتله ويحاصره ويجوعه بغية نهب ثرواته واحتلال أرضه.
وثالثا باعتبارهم المصحح للأخطاء الشائعة والمفاهيم المغلوطة التي ترسخت في أذهان الناس بفعل الغزو الفكري جراء سيطرة تحالف الشر والظلام على الإعلام العالمي.
هذه الأسباب الثلاثة كانت الأسس التي بنيت عليها الحاضنة الشعبية، وبعدها حدثت أمور بإمكاننا اعتبارها أعمدة البناء وعلى رأسها إنسانية المطالب، حيث ليس لدى الأنصار أية مطالب عنصرية وفئوية ومصالح ضيقة أو أطماع استحواذية وأهداف توسعية، بل إنهم رفضوا كل الإغراءات والعروض التي قدمت لهم مقابل استمرار التبعية ومآلاتها القاتلة للشعب والمدمرة للوطن، وكل ما ينشدونه هو العزة والكرامة والحرية، وهذا ما يرجوه ويتمناه ويطالب به كل إنسان حر وشريف على وجه المعمورة.
لذا، كانت إنسانية المطالب عنصراً جامعاً لتأييد أحرار العالم الذين عرفوا بقضيتنا وفهموا حقيقة الوضع بعيدا عن كل الأكاذيب والادعاءات الباطلة التي استخدمها تحالف العدوان لتشويه الصورة وتزييف الواقع.

أترك تعليقاً

التعليقات