خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -

لا يساورني أدنى شك في حقيقة الثروة المهولة الموجودة في محافظة الجوف، وبغض النظر عن دقة الأرقام المنشورة في بعض التقارير، إلا أن الحقيقة التي لم تعد تقبل التشكيك هي أن الجوف محافظة غنية بالثروات النفطية والغازية، كما أن أراضيها الزراعية تتمتع بتربة خصبة بشكل مميز عن كثير من المناطق الزراعية الأخرى، إلا أنها كانت ولاتزال من أفقر المحافظات اليمنية، ولم يكن ذلك لمجرد إهمال وتقاعس السلطة، بل كان برنامجاً ممنهجاً ومدروساً بعناية نفذه النظام السابق بدقه متناهية لإفقار الجوف ومنع كل تطور وتنمية ونهضة وكل ما يمكن أن يحقق نقلة نوعية للجوف بشكل خاص ولليمن بشكل عام.
بالأمس القريب، وبالتحديد عندما توجه جيشنا ولجاننا الشعبية نحو الجوف بغية تحريرها، عرفت أن المعركة الأشد ستكون في المناطق الحدودية مع محافظة نجران المحتلة (شمال الجوف)، حيث سيستخدم تحالف الشر والظلام سياسة الأرض المحروقة كما فعل في مديريات ذوباب والخوخة والمخا، إلا أن الأمر كان مختلفاً بالنسبة للجوف، إذ لم تتعرض قوات الجيش واللجان لخيانة ومؤامرة كما حدث في تعز وعدن، وبفضل الله تمكن مجاهدونا من اجتراح المعجزات وتجاوز المستحيل، واقتربوا كثيرا من تحقيق أهم إنجاز في تاريخ اليمن، وعندها أدركت أن الأمر سيزداد صعوبة، فأمريكا تستحوذ على الجزء الأكبر من نفط الجوف المنهوب الذي يقدر بحسب بعض التقارير بـ5 ملايين برميل نفط يوميا (ولكم أن تتخيلوا كيف أن أمريكا تبتز السعودية وتسيطر على ثروتها، فما بالكم بما تنهبه السعودية من ثروة غيرها)، وقلت حينها بأن علينا الاستعداد لخوض معارك مباشرة مع القوات الأمريكية المتواجدة في الحدود السعودية، وهذا بالنسبة لمجاهدينا حلم طال انتظاره، إلا أن عليهم القضاء على الصفوف الأولى التي تتكون من المرتزقة اليمنيين، والمتوسطة المكونة من المرتزقة العرب والأفارقة، ثم الأخيرة المكونة من الجيش الفرار (جيش السعودية)، ليحقق مجاهدونا حلمهم في مواجهة مباشرة مع الجيش الأمريكي.
وبعد أيام تناقلت بعض وسائل الإعلام خبر "دخول قوات أمريكية إلى محافظة شبوة"، وأعتقد أنها جاءت لتحاول منع تقدم قواتنا نحو شبوة وحضرموت، حيث لأمريكا فيها أيضاً مصالح، فالشيطان الأكبر (أمريكا) لم يترأس تحالف العدوان على اليمن لمجرد رغبته في امتصاص ثروة السعودية فقط، وإنما للحفاظ على ما ينهبه من اليمن منذ عقود بسبب خيانة وعمالة النظام السابق، ولم تكن ثروات اليمن هي السبب الوحيد للتكالب العالمي الذي نشهده اليوم بشكل غير مسبوق منذ خلق الله عز وجل الأرض، فقد لعب الموقع الجغرافي دورا بارزا في تهافت وتسابق بعض الدول العظمى والكيان الصهيوني على احتلال اليمن، سواء كان احتلالا عصريا عبر ضمان ولاء وطاعة حاكمها ومسؤوليها، أو احتلالاً مباشراً كالذي يحدث اليوم عبر السعودية والإمارات.
ومن هنا علينا أن نعي تماما عظمة الانتصار وما سيعود علينا عندما نتمكن بإذن الله من إلغاء التبعية ودحر المحتل ونيل الاستقلال، وهو الهدف الأسمى الذي لا تراجع عنه بأي شكل من الأشكال مهما بلغت التضحيات.

أترك تعليقاً

التعليقات