خط الملاحة الدولي ومراحل التصعيد
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
بخصوص موقفنا وإجراءاتنا بشأن الملاحة الدولية تم اتخاذ خطوة جديدة وكانت موفقة ومجدية ومؤثرة، إذ تم اعتماد إرسال بريد إلكتروني لشركات الملاحة كتحذير بضرورة التقيد بقرار الحظر للسفن المتوجهة إلى الكيان الصهيوني أو التابعة للكيان.
الشركة التي لا تلتزم ستعرض سفنها للخطر وستدخل قائمة الحظر. والشركات المحظورة سيتم استهداف سفنها بعد اتخاذ الإجراءات القانونية التحذيرية.
كما تم التنويه والتنبيه بأن أي شركة تدخل قائمة الحظر سيتم استهداف جميع سفنها، وذلك بعد إرسال رسالة إلى الشركة التي اخترقت سفنها قرار الحظر بالنص التالي: «لقد خرقت سفنكم قرار القوات المسلحة اليمنية، لذلك سيتم فرض عقوبات على جميع سفن شركتكم».
وبهذا نكون قد صعدنا ودخلنا مرحلة جديدة وبدأنا تنفيذ المرحلة الرابعة بحرا كما نفذناها جواً.
هناك شركات ناقلة تفهمت وقررت عدم الإبحار مجددا في البحرين العربي والأحمر، باتجاه الكيان الصهيوني.
كما أرسلت قواتنا تأكيداً بتنفيذنا والتزامنا بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية بشأن أعالي البحار والمرور الآمن لكل السفن والناقلات التي لا علاقة لها بالكيان الصهيوني، أي التي لا يملكها الكيان بشكل كلي أو جزئي، والتأكيد على أمان السفن التي ليست متوجهة إلى الكيان، بل وأننا سنقوم بواجبنا في حماية هذه السفن من أي محاولات قرصنة في المياه الإقليمية المحاذية لمناطقنا.
وفي ظل الضجيج العالمي وتعالي نغمة خطر الأنصار على الملاحة الدولية سألت أحد المهتمين والمعنيين السؤال التالي: من بين كل السفن التي استهدفناها هل هناك شركة أو دولة زعمت أن السفينة التابعة لها والتي استهدفتها القوات اليمنية لم تكن متوجهة للكيان الصهيوني أو لا علاقة لها بالكيان؟
فأجابني بأن ذلك لم يحدث أبدا.
هذا يعني أن التنفيذ يتم وفق دراسة وتمحيص وتدقيق شديد، وذلك لم يؤدِّ فقط إلى صوابية التنفيذ، وإنما أيضا إلى عدم قدرة الشركات الملاحية على التحايل من خلال رفع أعلام دول أخرى أو تقديم معلومات مغلوطة أو إطفاء جهاز المناداة والتواصل اللاسلكي... إلخ.
الخطر الحقيقي على الملاحة الدولية هو استمرار انتهاك قرار الحظر الذي فرضه الأنصار لغرض وسبب إنساني والمرتبط بإيقاف القتل في غزة وإدخال المساعدات، الخطر أيضا هو في تواجد القوات البحرية الأمريكية والأوروبية في المنطقة.
حتى الحديث عن تلويث البيئة تدحضه العمليات النوعية في استهداف السفن المحملة بالنفط ومشتقاته والمواد الكيميائية التي يمكن أن تتسبب بأي تلوث في المياه.
من يحرص على استمرار الملاحة وعودتها كما كانت، والحريص على أمن المنطقة ككل، ومن أراد وقف إطلاق النار، كل ما عليه أن يفعله هو الضغط على الكيان الصهيوني لإيقاف الجرائم والمجازر والقتل في غزة ولبنان وإدخال المساعدات فورا. الأمر بهذه البساطة.
الدخول في مراحل جديدة سيزيد الأمور تعقيدا، وسقف المطالب قد يرتفع، وكلها مطالب إنسانية ومحقة وشرعية وقانونية، والموقف تصاعدي، فأين العقلاء ومن يسعون لتحقيق السلام؟! وأين الدول المنادية بحقوق الإنسان والوسطاء ليتدخلوا كما فعلوا سابقا؟!
فالأمور بحاجة إلى وسيط، لأن محور الشر والظلام يكابر، فالاستجابة لهذه المطالب ستسقط هيبته وهيلمانه الزائف، ويريد مخرجاً بما تبقى له من ماء الوجه.
أكاد أرى المشهد بأن أمريكا تتلفت حولها بحثا عن وسيط يخرجها مما هي فيه من مأزق، فساعدوها باسم «وساطات من أجل حقوق الإنسان».

أترك تعليقاً

التعليقات