الحرب الاقتصادية
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
قلت سابقاً إنه بعد رفع التعرفة الجمركية في ميناء عدن وجميع المنافذ والمراكز الجمركية في المناطق المحتلة بنسبة 100% وما لذلك من مآلات كارثية على المواطنين يجب على جميع التجار الاستيراد عبر ميناء الحديدة، ليكون سعر البضائع أقل من المستوردة عبر المناطق المحتلة، وأي تاجر يستورد عن طريق عدن فهو يساهم مع العدوان في تجويع الشعب اليمني، وهذا لن نرضاه ولن نقبله.
فحركة ميناء الحديدة صفر، باستثناء المساعدات، وقرار الحصار جاء لمنع تدفق السلاح، وليس لمنع تدفق كل مقومات الحياة، وقرار عدن قاتل ويجب عدم الاستجابة له، ولو أن جميع التجار استوردوا عن طريق الحديدة سيصعب احتجاز السفن، لأن ذلك سيسبب ازدحاماً هائلاً للسفن، وبالتأكيد ستساندنا قواتنا الصاروخية وطيراننا المسير ولن يقصروا بالضغط، إلى جانب الضغط الإعلامي والمجتمعي والدبلوماسي.
فلا يجب الاستسلام لتعسفات تحالف العدوان والتي تخالف حتى قرار الحصار نفسه، لكنني فوجئت بردود فعل توحي بأن الأغلبية لا يعرفون أنه لا يوجد أي قرار يشرعن حصارنا ويمنع تفريغ السفن في ميناء الحديدة، وأن ما يحدث من احتجاز لسفن الوقود إنما هي تعسفات وانتهاكات وتعتبر مخالفات جسيمة ترتكبها دول العدوان، لاسيما وأنه قد تم تفتيش السفن وحصولها على تصاريح دخول الغاطس والتفريغ، فجميع القرارات، بل وحتى الاتفاقيات بشأن ميناء الحديدة، تنص على أن تقوم الأمم المتحدة بتفتيش السفن ثم منح التراخيص، وهذا الإجراء يأتي في إطار منع تدفق السلاح حد قولهم، ولا يوجد أي قرار ينص على إغلاق ميناء الحديدة أو منع السفن وحجزها تحت أي مسمى وأي مبرر، ولذا فإن مسألة الاستيراد عن طريق ميناء الحديدة لا يعد إجراء مخالفاً لأي قرار أممي، بل إن المخالفة هي الاحتجاز والتعسف، وهي مخالفة تتحمل دول العدوان كل تبعاتها وأضرارها والخسائر المادية والمعنوية الناجمة عنها.
والآن لدينا مبرر أقوى وأهم يجعلنا نطالب جميع التجار بأن يستوردوا بضائعهم عن طريق ميناء الحديدة، وذلك بعد الإجراءات القاتلة التي اتخذتها حكومة المرتزقة في إطار نهب أكبر قدر من موارد الدولة، لاسيما بعد شعورهم بقرب زوالهم وبعد الانتكاسات العسكرية المتتالية لتحالف العدوان الكوني على اليمن. ومن ناحية أخرى يفعلون ذلك لتضييق الخناق على الشعب ليخرج مطالباً بأي حلول علها تنقذه من الكوارث الإنسانية التي تسبب بها العدوان وأذنابه، وهنا سيحاول العدو فرض حلول مجحفة تنتهك سيادة الوطن وتضمن لأعداء الإنسانية استمرار نهبهم لثروة اليمن، وحلول وفق شروط لا يقبلها أي وطني حر وشريف، مع العلم والإحاطة بأنه لو اجتمع جميع المستوردين وقرروا الاستيراد عن طريق ميناء الحديدة لكانت مسألة احتجاز السفن مستحيلة جدا، ولا يمكن أن تحدث، وذلك لعدة أسباب، أهمها الازدحام الهائل للسفن في مياهنا الإقليمية المحاذية لميناء الحديدة والضجة العالمية التي ستحدث سياسيا وإعلامياً.
كونوا مع بنكنا المركزي بصنعاء ولجنتنا الاقتصادية، فإجراءاتهم لكم وليست عليكم، ولنكن على قدر عال من الوعي، فالحرب الاقتصادية تستهدف الجميع ولا تفرق بينكم ولا تستهدف فئة بحد ذاتها، وتوحدنا بوجه هذه الحرب الاقتصادية البشعة سيكون له مردود إيجابي، بينما التنصل وعدم التعاون والسلبية سيتسبب بكوارث إنسانية لم يسبق لها مثيل.

أترك تعليقاً

التعليقات