الثوابت عائق أمام التفاهم مع الخونة
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -

يتساءل البعض عن السبب الذي يجعل مؤيدي العدوان يتخذون كل الخيارات باستثناء الخيار الوحيد الذي فيه عزهم وكرامتهم، وهو وضع أيديهم بيد الأنصار ليتحدوا على كلمة واحدة ضد العدوان تحت سقف الحرية والاستقلال وإلغاء التبعية وفرض السيادة الكاملة، وما دون ذلك سيتفقون عليه وفق تفاهمات وتنازلات نقدمها لبعضنا.
يرجع السبب الرئيسي الذي يجعلهم يختارون الركوع حتى للشيطان بدلا من التفاهم مع الأحرار مهما كلفهم الأمر، يرجع إلى الثوابت والمبادئ التي لا يمكن للأنصار التنازل عنها بأي شكل من الأشكال، فالنقاش لن يكون حول عدد الحقائب الوزارية ولا عن مدة ومهام الرئاسة والحكومة خلال الفترة الانتقالية أو الانتخابات والدستور وشكل الدولة، فكل ذلك يعد مواضيع شكلية في حال تمكن العدوان من فرض عملائه على رأس الدولة وسلطاتها، ما يهمهم هو الاتفاق حول أمور معينة رفضها الأنصار ولازالوا يرفضونها ولا يمكن بأي شكل من الأشكال التفريط فيها، وهي السيادة والاستقلال الكامل لكل شبر في أرض اليمن، وهذا ما تسبب في إطالة أمد العدوان الكوني على وطننا الحبيب، فالعدو سيقبل بسحب قواته على أن نبقى تحت عباءة السعودية، وهي في حقيقة الأمر عباءة أمريكية بريطانية فرنسية صهيونية كنوع من أنواع الاحتلال؛ يسمى الاحتلال العصري، وفيه لا يحتاج العدو إلى احتلال مباشر من خلال إدخال قواته وبقائها في اليمن، فمصالحه وأهدافه ستنفذها عناصره التي فرضها لحكم اليمن بشكل أو بآخر كما فعل بعد تمكنه من اغتيال الشهيد الرئيس الحمدي، ومثلما فرض هادي بعد انتهاء صلاحية عملائه السابقين، ولهذا لم تهرع أدوات التحالف الغربي الصهيوني إلى شن عدوان على اليمن قبيل إسقاط النظام السابق رغم شرعيته دستوريا، لأنهم مطمئنون بأن البديل مطيع وسيقدم لهم أكثر مما قدمه النظام السابق، وشنوا عدوانهم مع سقوط البديل اللاشرعي والمنتهية ولايته بانتهاء فترته المنصوص عليها في الاتفاقية الخليجية، بل انتهاء فترة التمديد التي تمت بحجة عدم إنجاز المهام الموكلة إليه من تعديل للدستور وتصحيح وتحديث السجلات الانتخابية رغم عدم وجود نص في الاتفاقية حول التمديد.
ومن هنا يتضح بما لا يدع مجالا للشك أن المطلوب هو بقاء الخونة والعملاء في كرسي السلطة وإن أطاح بهم الشعب بعد تكشف سوءاتهم ووصول الأوضاع إلى الحد الذي لا يمكن السكوت عليه، فيجب أن يكون البديل واحداً ممن أعدهم وهيأهم العدو (صناعة الحكام).
وقد يرى البعض أن التنازل عن السيادة وبقاء التبعية أمر عادي مقابل السلام ووقف العدوان ورفع الحصار وعودة الحياة كما كانت، لكنها نتيجة مخزية وغير مقبولة بعد كل التضحيات التي قدمها اليمنيون جراء العدوان المستمر منذ أكثر من 5 أعوام، كما أنها لن تعيدنا إلى مربع الذل والهوان فقط، بل ستجعلنا نعيش أقبح وأسوأ مرحلة، لأننا قبلنا بالأمر ورضينا به تعبيرا عن انهزامنا وانكسارنا، مما يعيد الطاغوت بشكل أكثر تجبراً وطغياناً من السابق، وهذا ما يعيشه حاليا أهالي المناطق المحتلة.
كما أننا بفضل الله في مرحلة انتصار بتنا فيها نرد على التهديد بقصف عمق السعودية ونرد على الجرائم والمجازر بضربات مكثفة لم يعد يحتملها العدو، وبتنا قاب قوسين أو أدنى من تحرير أهم المحافظات الشمالية، والتي بتحريرها سنمتلك بفضل الله مقومات الانطلاق لتحرير بقية محافظات اليمن، ومن يرفض الاستسلام وهو في حالة ضعف لن يقبله وهو في حالة قوة ويملك من السلاح الجديد ما يقلق به مضاجع بني سعود وعيال زايد.
وسنخوض أي حوار من منطلق قوة وسيطرة تزيد من تمسكنا بالثوابت وتعزز موقفنا، وسنحصل بإذن الله على السلام المشرف الذي سيجعل وطننا أجمل وحياتنا أفضل.

أترك تعليقاً

التعليقات