خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -

لا مجال للانتظار، فاستمرار أداء حكومة الإنقاذ بهذا الشكل سيجعلنا نصل إلى مرحلة لا تحمد عقباها، في الوقت الذي يسطر فيه أبطالنا ملاحم لم يشهد لها التاريخ مثيلاً على هذه الأرض.
تعالوا بنا نعرج على شركة النفط، كأحد أهم نماذج الفشل الذي قد يبدو متعمدا.
لا يكاد يمر يوم دون أن نرى مقطع فيديو لإحدى المحطات في أمانة العاصمة وهي تملأ براميل بالنفط أو الديزل، وصحيح أن هناك تعاملاً سريعاً من شركة النفط إزاء هذه المقاطع، إلا أنه يبدو تفاعلاً لدرء القيل والقال فقط، فمن أراد أن يحل مشكلة عليه حلها من جذروها، وكان بإمكان شركة النفط تشكيل لجنة نزول ميداني للتأكد من كميات النفط ومشتقاته الموجودة في كل المحطات والتحرز على هذه الكميات أو إجبار المحطات على بيعها للمواطنين. ولا يخفاكم أن كل حوادث الحرائق كانت ناتجة عن نقل البترول من هذه المحطات إلى مخازن غير صالحة لتخزين مواد مشتعلة.
وبالتطرق لموضوع الأزمة سنجد أن شركة النفط أخفقت في التعامل معها منذ أول لحظة، فمن المفترض أن يكون لدينا مخزون من الوقود للمستشفيات والمرافق الصحية يكفي لـ6 أشهر على الأقل، كوننا نعاني حصاراً ظالماً وجائراً، وعالماً متخاذلاً وأمماً متحدة متواطئة، وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها احتجاز ناقلات النفط، فلماذا في كل مرة يجب أن نصل إلى مرحلة الخناق دون أي استيعاب للدروس؟!
شركة النفط هي التي أفرغت نفسها من المضمون وتخلت عن أهم حقوقها، من خلال قرار التعويم، ولم يكن الخلل في القرار نفسه بقدر ما كان في ترجمته على أرض الواقع، فالقرار ببساطة يعني بيع المشتقات النفطية وفق السعر العالمي، بينما ما تم هو أن شركة النفط رفعت يدها عن استيراد النفط ومشتقاته، الذي كان من أهم وأبرز مهامها وصلاحياتها، وجعلته حصريا على التجار، الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه أمام التجار الانتهازيين للمتاجرة بمعاناة المواطنين، بل إن بعض المسؤولين تحولوا فجأة إلى تجار وملاك لشركات نفطية (بأسماء بعض أقاربهم) مستغلين نفوذهم.
لا يمكن حصر إخفاقات شركة النفط في مقال أو اثنين، لكننا نستعرض قدر الإمكان أهم المواضيع، وإن كنا نقدر وجود إدارة جديدة قد تكون ضحية تراكمات إهمال وفشل وفساد الإدارة السابقة، إلا أن كل ما نأمله ونرجوه هو إعادة النظر في بعض الأمور، ولفت انتباه المعنيين إلى بعض المشاكل التي لا تحتاج إلى أكثر من لمسات، لكن وقعها وتأثيرها على المجتمع سيكون كبيراً جداً.
فمثلا لا حصرا، التأكد من معيار عداد الطرمبات في كل المحطات، لضمان عدم الغش في عدد اللترات. كما أن بالإمكان التخفيف من هذه الطوابير المرعبة من خلال تشغيل كل الطرمبات في المحطات المحددة بدلا من تشغيل طرمبة واحدة في كل محطة.
عليكم وبدرجة أساسية تغيير الناطق الرسمي للشركة، كونه الشخص غير المناسب في هذا المكان، مع احترامي الشديد للأخ أمين الشاطبي (صهير ياسر الواحدي)، وهو واحد من جمع غفير من الأقارب والأنساب والأصحاب الذين وظفهم الواحدي خارج قانون ومعايير التوظيف والإدارة، إلى جانب كوارث أخرى أدت إلى ترقية الواحدي وكانت ترجمة خاطئة لـ"أخلسوا جلده"، فصدقوني أننا بررنا من خلال كل وسائل الإعلام مسألة حجز المشتقات النفطية في المراكز الجمركية بشكل أفضل منه وأكثر احترافية ومهنية ومصداقية، وهذا ليس نفاقا، وإنما لأنها الحقيقة، ولأن العدوان هو السبب الأول والأخير في هذه الأزمة، إلا أنكم تتحملون مسؤولية التعامل معها وإدارتها، وهذا ما فشلتم فيه، بالإضافة إلى بعض الإخفاقات والأخطاء التي نتمنى تداركها. دمتم بود وللحديث بقية.
ـ صورة مع التحية لسيد الثورة.

أترك تعليقاً

التعليقات