خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
على غرار البركاني مصفر العداد صرح طارق عفاش بأن الدور المرسوم للأنصار انتهى، وأردف بأن هزيمتهم باتت أقرب من أي وقت مضى.
بهذا التصريح يكون طارق قد صفر عداد هزائم أسياده وأسياد أسياده السابقة واللاحقة باعتبارها ليست فشلا في تنفيذ الأهداف وإنما خطة مرسومة لدور معين وقد انتهى هذا الدور ومن الآن تبدأ المعركة الحقيقية.
تصريح الحارس الفاشل للكيان في الساحل الغربي جاء بعد عدة تصريحات مماثلة للمعتوه ترامب بما معناه أن مرحلة الحسم قد بدأت وكأن العمليات السابقة لم تكن تهدف إلى الحسم وهذا لتبرير فشل أمريكا ومع معها.
ثم تنتشر أخبار قدوم أقوى غواصة أمريكية يتبعها خبر قدوم حاملتي طائرات ويفترض بأنها أخبار تدل على فشل الترسانة العسكرية السابقة مما أدى إلى تعزيزها بينما ينشرون هذه الأخبار بغرض التخويف، بعدها ينشر الإعلام التابع للعدو عن مصدر إيراني غير معلوم بأن إيران تعهدت بإيقاف دعمها للأنصار، رغم تصريح إيران العلني والرسمي مرارا وتكرارا بأنها لم تدعمنا بالسلاح نظرا للحصار المشدد والبعد الجغرافي، ورغم استخدام اليمن لأسلحة ليست موجودة لدى إيران نفسها مما اضطر العدو للقول تارة بأن روسيا هي الداعمة وتارة أخرى بأنها الصين.
يصاحب كل ذلك القصف الأمريكي بقنابل ارتجاجية مع هالة إعلامية تعمل من ناحية على تهويلها ومن ناحية أخرى تشيع استهداف كثير من قادة الأنصار (دون ذكر أي اسم).
ثم يتداولون قضايا إنسانية محلية بطريقتهم القذرة والمعهودة بالكذب والتدليس والاستغلال السياسي لإثارة الشعب، مع أنهم يغضون الطرف إعلاميا عن أضرار فعلية وواقعية تمس الشعب، لأنهم لو تناولوها إعلاميا فكأنما يتناولون خفايا أسلحتهم اللاعسكرية التي تفتك بالشعب كما حدث ولايزال يحدث في موضوع الوقود المغشوش الذي لم تتطرق له قنوات العدو والقنوات التابعة له مثل «العربية» و«الحدث» وغيرها من القنوات كون الوقود المغشوش صنيعتهم بتواطؤ داخلي.
خلاصة التناول والتداول الإعلامي للعدو ومرتزقته يشير إلى حرب إعلامية نفسية هدفها كسر النفسيات والإرادة واستبدال المعنويات العالية والشجاعة والصمود بالخوف والرعب والإحباط والانهزام النفسي والمعنوي، بالإضافة إلى انتفاضة من الداخل على غرار ما دعا إليه زعيمهم عفاش الرجيم بـ«انتفضوا» فأهلكه الله.

الحقيقة مختلفة تماما:
أولا: من يشهد عدا تنازليا هي أمريكا التي يتعرض اقتصادها لانهيارات متتالية في سوق المال والأسهم العالمية، حتى على المستوى العسكري فشلت صواريخهم الخارقة للحصون وقنابلهم الذكية في تحقيق الأهداف وفشلت معها حاملات الطائرات وما يرافقها من فرقاطات وبوارج وهي فخر الصناعة الأمريكية وتحولت من مهمة الهجوم إلى الدفاع وحاملة طائرات تأتي ثم ترحل بعد أسابيع لإجراء الصيانة وأخرى تحل محلها ثم تلحق بالسابقة وهكذا هو حال أساطيلهم منذ عام.
وعلى المستوى الشعبي والمؤسسي الأمريكي هناك سخط واحتقان كبير ورفض لموقف ترامب الذي أقحمهم في معركة مع اليمن دفاعا عن الكيان الصهيوني بدون أي دعم وتمويل مالي كما كان يحدث في حروبهم وتحركاتهم السابقة بالوكالة التي كانوا يخرجون منها بأرباح خيالية تدعم اقتصادهم لأعوام.
أما الآن المعركة خاسرة والتكاليف كبيرة جدا ناهيكم عن التكاليف غير المباشرة المتمثلة في عرقلة وتجميد الملاحة الأمريكية التجارية، وكان بالإمكان تجنب كل ذلك بعدم مهاجمة اليمن، وإذا كان أمر الكيان الصهيوني يهم ترامب أكثر من أمريكا نفسها فكان عليه العمل على وقف المجازر والجرائم في غزة وإدخال المساعدات وكل شيء سينتهي، فلماذا المجازفة التي قد تؤدي إلى انكسار يفوق الخسائر المالية بتعريض حاملات الطائرات للخطر بشكل يومي ومتكرر، مع تطور القدرات العسكرية اليمنية مستفيدة من عملياتها كتجارب وبإذن الله ستصل حتما إلى مرحلة إغراق البوارج، وعندها ستفقد أمريكا ما تبقى لها من هيبة.
ثانيا: على مستوى التكتلات العسكرية بعد أن فشل بايدن سابقا، وتمكن أبطال اليمن من وأد ما سمي بـ«تحالف الازدهار» بعد فترة وجيزة من ولادته، فشل ترامب في إنشاء وتكوين تحالف وتكتل آخر وانسحبت دول الاتحاد الأوروبي ولم تعد تساند الموقف الأمريكي، لأنها تريد لسفنها أن تمر من البحرين الأحمر والعربي بسلام وموقفنا واضح ومحدد باستهداف سفن الكيان الصهيوني والمتوجهة إليه وهو موقف قانوني طالما الهدف وقف مجازر وجرائم الكيان وإدخال الغذاء والدواء فكيف لترامب أن يحارب من يعمل على تنفيذ القوانين الدولية دفاعا عمن يخالفها؟ وسبق أن صرح قائد العمليات البحرية الأوروبية عدة تصريحات مفادها أن موقفهم يختلف عن الموقف الأمريكي وبأنهم يحتاجون إلى خط الملاحة الدولي ولا يساندون حرب الإبادة في غزة وكانت رسائلهم للأنصار واضحة بتخليهم عن أمريكا التي فشلت سابقا في حماية السعودية ولاحقا في حماية عمق الكيان ثم في حماية قواتها البحرية وسيشاهد العالم فشلها في حماية قواعدها العسكرية في حال استخدمتها في حربها ضد اليمن.
ثالثا: بالنسبة للسخط الشعبي في جغرافيا السيادة الوطنية، فلسنا مختلفين مع الأنصار بشأن المواجهة مع العدو، ولا يمكن لموقفنا ضد بعض المسؤولين الفاسدين أن يكون سببا في مساندة العدو بأي شكل من الأشكال.
الشعب ساخط على من يخدم العدوان بفساده وظلمه والتضييق عليه في حياته المعيشية وليس السخط على من يواجه العدو، ندرك تماما الفرق بين من يفسد ويظلم في الداخل وهو بذلك يخدم العدو سواء بقصد أو بدون قصد، ومن يواجه قوى الظلم والطغيان العالمي.
بمعنى آخر عندما يتعلق الموضوع بالجانب العسكري والجهادي والمواجهة مع العدو فالجميع هنا لا يختلفون على ذلك وسيبذلون الغالي والنفيس دفاعا عن الوطن.
لذا نقول لطارق عفاش وأمثاله، لستم خيارنا الثاني لتعتقدوا أن السخط الداخلي لصالحكم، وهناك فرق بين من يظلم ويفسد، ومن يواجهكم، ثم إن مرتزقتكم في المناطق المحتلة جوعوا وأفقروا وظلموا من في مناطقهم عشرات الأضعاف عما نحن عليه، رغم أن مناطق «شرعيتكم» المزعومة لا تتعرض لأي عدوان أو حصار، وعلى العكس مدعومون بكل المقاييس، ومع ذلك فإن أهالي المناطق المحتلة يعيشون أسوأ كارثة إنسانية، فما هو النموذج على أرض الواقع الذي سنسعى لنعيشه؟
من رفضوا خيانة الوطن مقابل كل المغريات محال أن يتنازلوا عن عزتهم وكرامتهم وموقفهم الإسلامي والإنساني في مواجهة العدو مقابل مزيد من الفقر والظلم والإهانة والإذلال؟
سنواصل المشوار ضدكم كعدو وخطر خارجي وهذا خيارنا الوحيد ولا رجعة عنه، وضد الفساد والظلم والانتهاكات في الداخل، والشق الثاني من مشوارنا لم ولن يضعف شوكة من يقاومكم ويحاربكم ويواجهكم، بل على العكس فتصحيح الأخطاء ومحاربة الفساد ورفع الظلم يقويهم ويزيد من بأسهم وشدتهم وعزيمتهم.

أترك تعليقاً

التعليقات