خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
أبلغوا عني "أبو أحمد" أننا شعرنا بسعادة بالغة عند قراءة تصريحه في صحيفة "لا" وهو يقول: "لن نصمت على أي فساد، وسنواجه كل فاسد ولن نسمح باستمرار الفساد؛ لكننا نريد أدلة وإثباتات".
كان تصريحاً جيداً ويبعث التفاؤل. وأريد أن ألفت عناية الشاب الرائع والدبلوماسي المحنك "أبو أحمد" عبر الصحيفة نفسها، باعتبارها اليوم أهم وأكبر صحف اليمن وأكثرها اتساعا وانتشارا، وأيضاً أكثرها مهنية وحرفية ومصداقية، والأهم من هذا كله أن السيد قائد الثورة (سلام الله عليه) من قراء ومتابعي هذه الصحيفة بشكل يومي، قولوا للرائع محمد علي الحوثي إن المواطن خالد حسين العراسي (وهو يعرفني عز المعرفة حيث سبق أن التقيت به وأبلغته عدة مرات بأمور في قمة الأهمية ولله الحمد والشكر حدث التفاعل المطلوب إزاءها)، يبلغك بأن لديه وثائق تثبت فساد مفجع لأحد مسؤولي الدولة، فساد مالي وإداري وظلم وطغيان، ولديّ ما يؤدي إلى سجن أحد المسؤولين بسجن الأمن والمخابرات بسبب تورطه بخيانة الوطن، ولديّ ما يسجن أحد المسؤولين في سجن المباحث الجنائية بسبب تورطه باختلاسات وسرقات كبيرة، ولديّ ما يسجن أحد المسؤولين بالسجن المركزي بسبب تورطه بفساد مهول جدا، ولديّ ما يؤدي إلى استبعاد مسؤول من عمله وإقالته وتعيين بديل له بسبب مخالفاته الجسيمة التي تتم بشكل متعمد، ولديّ أدلة على إهمال وتقاعس عدد من المسؤولين تجاه أمور كبيرة جداً ومهمة تم تقديمها لهم لخدمة المسيرة ودعما للوطن فأهملوها وعملوا بعكسها استهدافا للمسيرة وإنهاكا للمواطن وتدميراً للوطن... فأي الأدلة تريد يا أبا أحمد أنا على استعداد كامل لموافاتكم بالإثباتات والوثائق والدلائل، وأتحمل مسؤولية ما أقوله، وإن وجدتم أنني لم أكن صادقا فيما قلته أو حتى بالغت فأتحمل المسؤولية الكاملة ومستعد أن أخضع للمحاسبة والمساءلة في حال لم أثبت ما قلته!
وقولوا له أيضاً إنني لا أبحث عن منصب أو مال، وموضوعي ليس حتى انتقاماً، والمسألة ليست شخصية مطلقاً ولا غرض لي إلا المصلحة العامة من منطلق الواجب الوطني واتباعاً للمسيرة القرآنية وولاءً للسيد القائد.
وعليكم أن تدركوا أن الشعب يريد أفعالاً لا أقوالاً، وقد سئمنا وعوداً وتصاريح لا يتم العمل بها أو يتم العمل بعكسها. فمثلا، وجهتم بعدم رفع الإيجارات، وها نحن أمام موجة جديدة من الزيادة، بل إن البعض رفع الإيجار على شققه السكنية منذ كانون الثاني/ يناير 2022 بنسبة 50%، ولم يكتف برفع نسبة بسيطة فقط، ضارباً بالقانون عرض الحائط. ومن الواضح أن مثل هؤلاء لديهم أغراض تفوق الجشع والطمع، فهم يريدون أن يكره الناس اليوم الذي رأوا فيه الأنصار، وهذه بادرة خطيرة جداً يجب التنبه لها واتخاذ آلية مناسبة تضمن متابعة وتنفيذ القرار المقر قانوناً، وضمان عدم التحايل بإخراج المستأجر وما إلى ذلك من الحيل (الأمثلة بهذا المجال أيضاً موجودة وبالاسم).
وجهتم بعدم زيادة الرسوم الدراسية، وكنتم أول من خالف القرار من خلال رفع رسوم مدارس النهضة بنسبة 100% وهي مدارس خاصة بالمرتزقة وتحت إدارتكم وتسببتم بمضاعفة الرسوم في كل المدارس اقتداءً بكم، متناسين ومتجاهلين قرار وزارة التربية.
أعلنتم إلغاء الاشتراك الشهري للكهرباء وتسببتم بإضافة مبالغ إضافية إلى ما كنا ندفعه سابقاً، وفي أفضل الأحوال استمرت رسوم الاشتراك وبطريقة التحايل بتغيير التسمية من رسوم اشتراك إلى رسوم خدمات.
أعلنتم صرف انتقالات شهرية لكل مدرس بواقع 30 ألف ريال شهرياً، واتخذتم طريق المماطلة والتسويف، حتى الوعد الأخير بالصرف للمتطوعين خلال الأيام القادمة لم يتم تنفيذه، وذلك لأنه موعد مطاطي مثله مثل الوعد الذي سمعناه قبل عام باتخاذ اجراءات ملموسة يشعر فيها المواطن بتحسين الأوضاع خلال الأيام القادمة والوعد قبل أكثر من عام باتخاذ حزمة من التدابير والإجراءات التصحيحية في إطار مكافحة ومحاربة الفساد، وبأن ذلك سيتم أيضاً خلال الأيام القادمة، حتى بتنا نكره سماع هذه الكلمات (خلال الأيام القادمة)، لأننا نعرف أنها لا تعد أكثر من "إبر" مهدئة، لكننا ناشدناك وخاطبناك لثقتنا الكبيرة بك، ولأننا لمسنا مصداقيتك ونقاء قلبك وصفاء سريرتك ونشاطك وجديتك، وأعرف جيدا أن نواياك طيبة وهذا أهم شيء، فإذا صلحت النوايا صلح العمل، كما أن لي تجارب شخصية سابقة معك وهي التي جعلتني أقول هذا وليس إطراء غير مسنود.
ولذلك قررت مخاطبتكم عبر الصحيفة التي تجمعنا بشكل يومي بكل أحرار وشرفاء الوطن وتنقل إلينا ما لا ينقله فوج من الصحفيين المدعومين بمخصصات شهرية ضخمة بحجة مواجهة العدوان إعلامياً بينما لم نشاهد لهم أي عمل واضح وملموس في إطار المهمة المكلفين بها ظاهرياً، وشاهدناهم مهتمين بالمهمة المكلفين بها من الباطن وبالخفاء، وهي تلميع هذا وتشويه ذاك، وكأن مهامهم تطبيلية وانتقامية لا أكثر، بل إننا غالباً نشهد لهم أدواراً مشبوهة ونتائجها عكسية، وكأن البعض يستلم مخصصاته من دول العدوان وليس من داخل الوطن ومن خزينة الدولة مقابل إنجاز مهام وطنية.
هذا ما لديّ حالياً، معتذراً منكم على الإطالة وإضاعة وقتكم الثمين جداً. والله الموفق والمستعان. وللحديث بقية عند لقائنا بكم.

أترك تعليقاً

التعليقات