حلول بسيطة لمشاكل كبيرة
- خالد العراسي الأربعاء , 9 مـارس , 2022 الساعة 2:51:18 AM
- 0 تعليقات
خالد العراسي / لا ميديا -
لا شك أن الكثير يسعون إلى إفشال المرحلة مستخدمين كل الطرق للوصول إلى هذا الهدف، وهناك من يفعل ذلك بسبب الأحقاد المسيطرة عليه، وآخرون يقودون الوضع إلى الفشل بسبب غبائهم أو عنجهيتهم وعجرفتهم وقلة فهمهم، والبعض يفعله بموجب إملاءات، أي تنفيذاً لتوجيهات العدوان، وهناك من يفعل ذلك تغليباً لمصالحه الشخصية بطرق غير مشروعة على المصلحة العامة، وفي الأول والأخير جميعهم يخدمون العدوان بقصد أو بدون قصد.
وأهم جانب يسعون لإفشاله هو الجانب الخدمي في الأمور المتعلقة بحياة المواطن بشكل مباشر.
فمثلاً، نجد أغلبية المواطنين يشكون بمرارة من موضوع الغاز المنزلي، وبالتأكيد ومما لا شك فيه أن أهم الأسباب المباشرة التي أدت إلى عدم توفر الغاز بما يكفي الجميع هو إجراءات العدوان وأدواته، لكن هناك إجراءات بسيطة جداً من شأنها تخفيف الأزمة بشكل كبير، والموضوع لا يحتاج لأكثر من نوايا طيبة وإرادة.
فمثلاً، لو أنه تم إصدار توجيهات إلى عقال الحارات بتسليم نسخة من الكشوفات الخاصة بتوزيع الغاز على المواطنين، هذه الخطوة وحدها ستجعل جميع عقال الحارات والمعنيين بتوزيع الغاز المنزلي يراجعون حساباتهم ويحرصون على أن تكون الكشوفات صحيحة، ثم تأتي المرحلة الثانية وهي تكليف أشخاص من المشهود لهم بالنزاهة والأمانة في كل حارة بالقيام بعملية مسح ميداني للتأكد من جميع الأسماء، وهذا المسح يتضمن ثلاث مهام:
المهمة الأولى: التأكد من وجود الأسماء على أرض الواقع وبأن جميع الأسماء المدونة من سكان الحارة في نفس النطاق.
المهمة الثانية: التأكد من استحقاق الجميع للغاز المنزلي، حيث لوحظ في كثير من الحارات القيام بتسجيل أصحاب المحلات رغم أنهم لا يسكنون في نفس الحارة، ويتم ذلك بغرض بيع الكمية في السوق السوداء والمتاجرة بمعاناة الناس.
المهمة الثالثة: تدوين عدد أفراد الأسرة في كل منزل بكل مصداقية وأمانة.
تأتي بعد ذلك الخطوة الثالثة المتمثلة في تحديد الفترة الزمنية التي يجب أن يتم صرف الغاز لكل أسرة في الحي، أي أن هذه الأسرة مثلاً مكونة من شخصين فقط، وبالتالي ستحتاج إلى أسطوانة كل شهرين، وهذه الأسرة مكونة من ستة أشخاص ستحتاج أسطوانة كل ثلاثة أسابيع أو أسبوعين.. وهكذا، بمعنى تحديد الكمية والفترة بحسب الاحتياج الفعلي، ثم يتم اعتماد هذه الكشوفات وتعليقها في كل حارة بكل شفافية ووضوح والبدء بتنفيذ آلية التوزيع وفقاً لها.
أفكار بسيطة جداً وممكنة ومتاحة وإجراءات تصحيحية ستسهم بشكل كبير بالتخفيف من أزمة الغاز المنزلي، أيضاً لا بد من توحيد السعر، لأنه من الملاحظ أن كل حارة فيها سعر مختلف، وعندما يتم تنفيذ هذه الإجراءات سيكون المواطن راضياً ومقتنعاً وسيعرف أن حكومتنا تقوم بواجبها بمجرد أن يكون الجميع خاضعين لنفس الإجراءات، أي أن ما يسري على غيري يسري علي بشكل منصف وعادل، كما يجب منع أي جباية خارج إطار القانون من أصحاب القاطرات في الطرق التي تقع تحت سيطرتنا، ويتم إنشاء غرفة عمليات مشتركة بين وزارة الداخلية والشركة اليمنية للغاز بتخصيص رقم شكاوى خاص بالإبلاغ عن أي حالة ابتزاز أو أي مخالفة تتم في الطرق أو داخل المحافظات، وبالتأكيد أن أغلب هذه المخالفات تتم في المناطق المحتلة، لكن هناك حالات فردية لقاطرات غاز تتعرض للابتزاز أحياناً في مناطقنا.
إذا تم تنفيذ ذلك حتما ستتحسن الأمور ولو بنسبة بسيطة بدلاً من بقاء الوضع كما هو أو السير نحو مزيد من التدهور وتردي الخدمة.
بعد ذلك حتى لو حدثت أزمة ستكون القناعة موجودة، لأن أسباب الأزمة معروفة ولن تكون ناتجة عن إهمال وتقاعس ومحسوبية ومجاملات، كما أنه من الضروري جداً تلافي الكوارث التي تحدث بسبب أسطوانات الغاز التي بحاجة إلى صيانة، وذلك من خلال الإعلان عن استلام الأسطوانات التالفة وصيانتها، فهناك مبالغ مستقطعة بغرض صيانة الأسطوانات، ومن المعيب ألا تملك الشركة معامل وورش صيانة، ومن الضروري جداً حل هذه المشكلة.
اسمعوا من الناس، فالجميع لديهم أفكار تصحيحية ولا ضير في الاستماع إليهم وتدوين ملاحظاتهم ورؤاهم وأفكارهم التي تسهم في تحسين الخدمات وحل الإشكاليات، وما خاب من استشار لاسيما بعد بروز حالة من الفشل أو الإخفاق في كثير من الجوانب الخدمية، والمعالجات مهمة وهي تقود إلى التصحيح، ولا يخفاكم حالة الاحتقان والسخط الناتج عن تأجيج العدوان وأدواته إعلامياً، كما أنه ناتج عن إهمال وأخطاء موجودة في بعض الجوانب التي بات من الضروري تلافيها وتصحيحها، ومن يشير عليكم بهذه الأخطاء ويوضح تداعياتها ويطرح الحلول الممكنة والمتاحة فإنما يرجو نجاحكم باعتباركم المكون الذي حمل على عاتقه مواجهة العدوان، ولأن أملنا فيكم كبير بعد الله عز وجل ونعتبركم المنقذ والمخلص لهذا الشعب من التبعية المجحفة التي لطالما أفقرته وأثقلت كاهله.
هدفكم النبيل في تحرير اليمن ونيل الاستقلال جعل كل الأحرار يلتفون حولكم ويؤيدونكم ويناصرونكم فلا تجعلوا ضعفاء النفوس يضربون حاضنتكم الشعبية ويعكسون عنكم صورة مغايرة لما أنتم عليه ويشوهون مسيرتكم الطاهرة والنقية.
وللحديث بقية بشأن قضايا خدمية أخرى ووضع الحلول والمعالجات الممكنة براءة للذمة وحباً للمسيرة وولاء للسيد القائد من منطلق ديني ووطني وإنساني.
والله الموفق والمستعان.
المصدر خالد العراسي
زيارة جميع مقالات: خالد العراسي