خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
من الطبيعي أن يدخل خونة الوطن (بشقيهم العفاشي والإخواني) على الخط في انتقاد الوضع الداخلي. غير أن هؤلاء تأثيرهم صفر؛ لعدة أسباب، أهمها: أنهم مُجَربون، ولو كان فيهم خير لما احتجنا إلى التغيير، ولتمسك بهم جميع الشعب. كما أن من صمت على العدوان البشع الذي تتعرض له البلاد منذ ثمانية أعوام لا يمكن أن يحمل في قلبه مثقال ذرة من الوطنية، فما بالكم بمن أيّد هذا العدوان ووضع رأسه تحت حذاء العدو مقابل مكاسب دنيوية؟!
هؤلاء تأثيرهم صفري، بينما لذوي الألباب تأثير عكسي، وظهورهم يزيدنا تمسكاً بقيادتنا، لاسيما في ظل الأوضاع الكارثية التي يعيشها أبناء المناطق المسماة بـ«المحررة».
الشيء الذي يؤثر فعلاً في الجبهة الداخلية هو الإجراءات والوقائع والأحداث والممارسات الخاطئة، سواء كانت في إطار الفساد أو الفشل أو المظالم؛ لأن ذلك ينعكس سلباً بشكل مباشر وفوري على حياة المواطنين. والتصحيح لا يتضرر منه إلا العدوان وأدواته والفاسدين والفاشلين.
يقول البعض بأنه يجب تأجيل معركة التصحيح حتى لا يؤثر ذلك على الجبهة الداخلية. وهذا خطأ متعمد يراد منه التغطية أو بالأصح محاولة الإفلات من العقاب بالمكر والخداع وقلب الحقائق. فالتصحيح لا يمكن أن يزعزع الجبهة الداخلية أو يؤثر فيها سلباً، بل على العكس تماماً، فهو سيشكل ضربة قاتلة للعدو؛ لأنه أولاً: سيؤدي إلى تحسن الأوضاع بالقدر الممكن والمستطاع، وثانياً: يزيد تماسك الجبهة الداخلية من خلال الرضا المجتمعي؛ بينما غياب التصحيح هو الذي من شأنه أن يؤجج المجتمع ويثير الغضب الشعبي.
السيد القائد وكل من معه من المخلصين بحاجة إلى مساندة شعبية أكثر من أي وقت مضى؛ لأنه حالياً يقود معركتين في آن واحد، هما: معركة التصحيح، ومعركة مواجهة العدوان الكوني بكل أشكاله البشعة في ظل التواطؤ والصمت والتخاذل الدولي.

أترك تعليقاً

التعليقات