قطعا سننتصر
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
بدلاً من رفع الراية البيضاء والاعتراف بالهزيمة، أعلن الكيان الصهيوني أنه في مراحله الأخيرة من العملية البرية في جنوب لبنان.
كيف هزيمة وقد دمروا كثيراً من المباني وقتلوا آلاف المدنيين؟!
المجازر والجرائم ليست مقياساً للنصر. النصر يقاس بالنتائج وفق أهداف العملية. هل حققوا الأهداف ليعلنوا قرب انسحابهم؟!
أولاً: على مستوى التوغل، أبعد منطقة وصلوا إليها تبعد مئات الأمتار عن السياج الحدودي، وكان تقدماً طولياً وليس عرضياً؛ أي أنه تقدم في مسار واحد ومن جهة واحدة، وبعد أقل من ساعة انسحبوا بعد أن قتل وجرح منهم الكثير وعاد البقية حاملين الخيبة ومصابين بأمراض نفسية من هول ما تجرعوه وشاهدوه. وقس على ذلك مجمل العملية البرية منذ بدأت.
ثانياً: كم مخزن سلاح عرضوا مشاهد سيطرتهم عليه؟! أي: كم حجم الترسانة العسكرية التي استولوا عليها أو حتى دمروها؟!
عرضوا مشهدين للاستيلاء، وكلاهما غير صحيح. وفي المقابل عرض الحزب مشاهد لصاروخ من نوع جديد لم يستخدم بعد، نوع أقوى من كل الصواريخ المستخدمة سابقاً (أكثر تدميراً ويصل إلى مسافة أبعد)، وصرح الحزب بأن هذا الصاروخ ليس أحدث وأقوى ما يمتلكه، فهناك صواريخ أخرى لم يكشف عنها بعد.
هل عاد المستوطنون إلى الشمال الفلسطيني المحتل؟!
بالعكس زاد عدد المهجّرين وتوسعت المساحة التي باتت خالية من السكان.
هل توقف قصف واستهداف المستوطنات والمنشآت الصهيونية؟!
بالعكس ازداد القصف حدة (كمّاً ونوعاً)، وشمل مناطق جديدة ومنشآت وقواعد أكثر أهمية.
كيف باتت معنويات جنود وضباط الكيان؟!
كانوا في حالة نشوة مبنية على توقعات غير صحيحة بانهيار معنويات مقاتلي الحزب بعد تلقي بعض الضربات (عملية البيجر واغتيال القادة)، فخاضوا المعركة وتحولت النشوة إلى انهيار لمعنوياتهم بشكل غير مسبوق، ما تسبب بموجة كبيرة من التمرد في صفوف جيش الكيان وصفها المحللون بـ»تسونامي التمرد». وفي المقابل كانت معنويات المجاهدين عالية جداً، بالإضافة إلى رغبة جامحة بالثأر ونزعة للانتقام بسبب عمليات اغتيال القادة كنتيجة عكسية لما كان يرجوه ويأمله الكيان.
هل تريد أن تقول إن الكيان الصهيوني وكل داعميه من قوى الشر والظلام العالمي لم يحققوا أي انتصار في العملية البرية؟!
لا، ليس هذا ما أريد أن أقوله بالضبط، وإنما بصريح العبارة: الكيان الصهيوني وكل داعميه هُزموا شر هزيمة. وذلك ينطبق أيضاً عليهم في غزة، لاسيما في ظل عدم تحرير الرهائن وإنهاء وجود وقوة فصائل المقاومة.
ماذا لو لم ينسحبوا ويوقفوا عملياتهم بحسب ما أعلنوه؟!
مع مرور كل يوم تتفاقم خسائر الكيان وترتفع نسبة الهجرة العكسية مع استمرار فقدان أهم عناصر البقاء وعلى رأسها الأمن، بالتوازي مع استمرار عدم تحقيق الأهداف، بمعنى أن زمن الهزائم قد ولى وبدأ العد التنازلي لزوال الكيان وعودة الشتات.
المباني تتعمر والقادة يخلفهم قادة والمقاومة باقية ومتجددة وتزداد قوة، والكيان المؤقت زواله حتمي ومؤكد. ولا عزاء للمتصهينين من العرب.

أترك تعليقاً

التعليقات