راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا

(السعودية شريك لا غنى عنه في المنطقة).. هكذا ردت الإدارة الأمريكية على مطالب بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي المطالبين بوقف دعم واشنطن للنظام السعودي في حربه على اليمن.. 
(السعودية شريك لا غنى عنه في المنطقة).. هل وصلت المعلومة أم تحتاج إلى تفسير وشرح واسعين لإيصالها؟!
نعم وصلت.. فقط أردنا توضيح موقف الإدارة الأمريكية الذي لم ولن يتغير، ولن يتجه حتى لمطالبة قادة النظام السعودي بالتوقف عن استهداف المدنيين..!
الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ورغم دعمه للنظام السعودي في حربه على اليمن، كان يخجل قليلاً عندما يستمع إلى انتقادات من أعضاء الكونجرس أو من وسائل الإعلام أو المنظمات الحقوقية، لما يرتكبه بنو سعود من تدمير لليمن واستهداف للمدنيين، ونقرأ تصريحات صادرة من البيت الأبيض تعبر عن أسفه لاستهداف المدنيين، وتطالب النظام السعودي بتوخي الحيطة والحذر وعدم تكرار هذا الاستهداف.. 
ورغم أننا ندرك السياسة اللعينة لباراك أوباما، إلا أنه أظهر إعلامياً أنه أفضل من هذا الدونالد تاجر الحرب، الذي لا يخجل من إخفاء دعمه اللامنقطع لما ترتكبه آلة القتل والدمار السعودية بحق اليمن واليمنيين.. 
ما ينفذه النظام السعودي من عدوان وتدمير لليمن وإبادة لليمنيين لا يتم إلا وفقاً لمطالب الإدارة الأمريكية التي تعد هي وشركاؤها الآخرون أصحاب المصلحة الحقيقية مما يحدث ويجري في اليمن.. 
الإدارة الأمريكية هي الركيزة الرئيسية والعمود الأساسي لبني سعود، إضافة الى بريطانيا ودول الهيمنة الأخرى.. وبدونهم لما كان النظام السعودي شن هذا العدوان ووجه صواريخ الموت صوب المدنيين والمنشآت المدنية والخدمية.. 
هم من طالبوا بني سعود بشن هذا العدوان، وهم من باركوا قتل اليمنيين.. وهم من ذهبوا يبررون لهم جرائم القتل والانتهاكات المتواصلة للقانون الإنساني الدولي! 
فلا تنتظروا من هؤلاء أي سعي لإيقاف العدوان أو حتى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء والخصوم وتحقيق السلام.. هم ليسوا سوى محرضين ويعملون على صب الزيت على النار لتشتعل أكثر وأكثر.. وسياستهم بلا قيم وبلا أخلاق.. ومبدأهم المصلحة لا غير!
هكذا تتكشف بوضوح السياسة الحقيرة للإدارة الأمريكية.. السياسة التي لا يمكن أن تتغير وإن  تم تغيير الرؤساء واحداً بعد الآخر.. ويقيناً جميعكم سمعتم أو قرأتم في وسائل الإعلام المختلفة ما كان يقوله دونالد ترامب في حملته الانتخابية، وما يقوله اليوم بعد أن أصبح رئيساً ودخل البيت الأبيض..!
3 سنوات من الشراكة والدعم اللامحدود الذي قدمته وماتزال الولايات المتحدة الأمريكية للنظام السعودي وحلفائه..
3 سنوات من الشراكة في تدمير اليمن وقتل اليمنيين.. 3 سنوات فضحت وعرت الإدارة الأمريكية وأظهرتها على حقيقتها المليئة بالقبح والحقارة.. 
هذه هي الإدارة الأمريكية التي تنتهج سياسة الكيل بمكيالين أو المعايير المزدوجة.. سياسة متحيزة وظالمة، ولا تعترف بالقوانين الدولية إن تعارضت مع مصالحها الخاصة، وتقاطعت مع استراتيجيتها العامة..

أترك تعليقاً

التعليقات