الوطن للجميع
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا -

نحن دائماً نقول ونؤكد أن الاستقرار السياسي مطلب وضرورة وطنية للوصول إلى الاستقرار المجتمعي والحياتي بشكل عام، وبدون استقرار سياسي لن يكون هناك استقرار اجتماعي أو اقتصادي أو أي شكل من أشكال الاستقرار المجتمعي.. 
الوطن للجميع، ونحن جميعاً مسؤولون عن كل ما يتعلق بإزالة السلوكيات والممارسات الخاطئة وتصحيحها أو مطالبة السياسيين بتصحيحها 
نعم.. مؤسسات الدولة هي المسؤولة والمعنية بصناعة الاستقرار، ورغم أننا نعيش حالة من الحرب والعدوان فمن الطبيعي أن نشهد بالمقابل حالة من اللااستقرار المجتمعي و... و.. الخ.. ولكن في هذه الحالة هل نكابر وندعي بأن الوطن هو الاستقرار وبدون الاستقرار لا وطن هناك؟!
المصالح الضيقة والآنية للسياسيين هي سبب في ما يشهده الوطن حالياً من نزاع داخلي وعدوان خارجي، ونحن كصحفيين لدينا رسالة تنويرية علينا ترجمتها على الواقع، ومن خلال هذه الرسالة نطالب بإزالة كل السلبيات القائمة وتصحيحها كونها أثرت ولا تزال على استقرار حياتنا بكل صورها وأشكالها..
ولكن إن كنا نحن كصحفيين سنشارك في إرساء القيم السلبية، فلن نختلف عن السياسيين في شيء.. وسنكون مساعدين لهم في انهيار الوطن ككل، وليس في ضياع الاستقرار المجتمعي الذي نتحدث عنه..
الوطن ليس للسياسيين فحسب.. الوطن لنا جميعاً، واستقراره مسؤوليتنا جميعاً.. 
ورغم كل ذلك يبقى تعريف الوطن مختلفاً وغير متشابه من شخص لآخر.. لعدة أسباب في مجملها عاطفية وليست عقلانية..
فمثلاً تعريف الوطن لدى الشخص الذي اعتاد على العيش متنعما بكامل المنافع الوطنية ولم يواجه الصعوبات أو المنغصات في حياته، يختلف عن غيره ممن تعرض للمشاكل وواجه الكثير من المتاعب والصعاب في حياته.. وهذا شيء طبيعي.. 
ومن وجهة نظري، الوطن هو انتمائي وإيماني.. هو أرضي.. هو هوائي الذي أستنشقه.. صحيح لا أمتلك سكناً فيه ولا يتوافر لدي استقرار مالي يصنع لي الحياة التي أريدها وأرغب بها.. إلا أنني في وطني أسكنه ويسكنني.. وعليك أن تقارن وجودك في اليمن كيمني ووجودك في دولة أخرى كمغترب أو مقيم أو بأية صفة كانت. 
ولهذا عندما نتعرف على المعنى الحقيقي للوطن، ستتولد لدينا الطاقة الإيجابية للعمل والإنتاج والتفاؤل رغم كل الأزمات والمشاكل.

أترك تعليقاً

التعليقات