عالم لا مكان لنا فيه!
 

راسل القرشي

راسل القرشي / #لا_ميديا - 

في احتفالات العالم بالعام الميلادي الجديد 2020م، ذهب قادة أنظمة بعض البلدان الغربية إلى إلقاء الكلمات التي تهنئ شعوبها بهذه المناسبة.
ظهر كل منهم يتغنى بالشعب، وبالإنجازات التي حققها نتيجة التعايش والمواطنة والشراكة في ما بينهم.. وكانت النتيجة هذا التطور المشهود في كافة مجالات الحياة.
فمثلاً ظهر الرئيس الصيني مهنئاً شعبه بالعام الجديد، ومؤكداً على قيم ومبادئ التقدم والإنجاز والعمل المشترك للمضي صوب إكمال خططهم المرسومة في كافة ميادين العلوم والاقتصاد.
أكد الرئيس الصيني لشعبه على العيش كأمة واحدة قائمة على التعدد والانفتاح على العالم بعنوان واحد ووحيد، وهو الشراكة.
أدركت حينها أن هذا الشعب يستحق الحياة فعلاً، ويستحق المضي صوب إكمال أهدافه المستقبلية بما يقوده إلى فرض قبضته على العالم، خصوصاً في الجانب الاقتصادي.. وقلت في نفسي لا حياة للآخرين القابعين في مؤخرة العالم، الجاثمين في أقبية التخلف والثارات والأحقاد..!
أدركت بالفعل أننا أموات وسنبقى أمواتاً في عالم لا مكان لنا فيه.. عالم لا نعرف معناه ولا نتطلع لمجاراته في شيء.
فمتى يتعلم العرب والمسلمون أن التسامح والشراكة والعيش المشترك والمواطنة المتساوية والانفتاح ورمي التطرف وكل صور التشدد والتكفير، هي التي تبني الأوطان وتعزز من الأخلاقيات والقيم والاحترام المتبادل..؟!
متى يتعلمون أن الأحقاد والثارات لا تبني أوطاناً بقدر ما تدمرها وتحولها إلى أضحوكة بين دول وشعوب العالم..؟!
أدرك أنني أحرث في البحر، كون العرب لم ولن يتعلموا، وسنبقى هكذا شئنا أم أبينا.
حقيقة لا مفر من تقبلها إن بقينا نجر معنا خيباتنا الماضية وصراعات داحس والغبراء وحرب البسوس و...إلخ.. ولا نستفيد من دروس وعبر الأمس الغارب!
فلنستمر في التباكي على أطلال الأمس واليوم وغدٍ.. فهذا ديدننا الذي لا فكاك منه.
تباً لنا ألف مرة ومرة وفي كل يوم.

أترك تعليقاً

التعليقات