الزبيدي ووهم الكيان!
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا - 

قوبلت التصريحات التي أطلقها ما يسمى "رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي" العميل المرتزق عيدروس الزبيدي، بموجة من الرفض والسخرية من قبل أبناء المحافظات الجنوبية وأبناء اليمن عموماً، كون الزبيدي أثبت أنه إمعة أكثر من كونه سياسيا يدرك كل ما يتحدث عنه من قضايا وبخاصة قضية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي المحتل!
عيدروس الزبيدي أراد من خلال تصريحه أن يكسب دعم الولايات المتحدة وبريطانيا الداعمين الرئيسيين للكيان الصهيوني في مساعيه لتشطير اليمن وتقسيم جنوبه، ولم يدرك مع ذلك أن هذا المطلب يواجه رفضا شعبيا جنوبيا وشماليا على حدٍ سواء.
الزبيدي لا يهمه وطن ولا هوية بقدر ما يهمه إرضاء أسياده وأرباب نعمته الذين حولوا الإمارات جسر عبور إلى شواطئ الخليج وسواحل وجزر اليمن.
وهنا لا بد أن نشير إلى أن عيدروس الزبيدي لأسباب تخص ارتباطه بدولة الإمارات يطمح لإيجاد كيان يحكمه بوعيه المناطقي في المحافظات اليمنية الجنوبية، متصوراً كما هو حال أسياده أن ذلك لا يتحقق إلا عبر الخضوع للهيمنة الصهيونية.
للشعب اليمني في الشمال والجنوب مواقف واضحة في مراحل كثيرة تحولت فيها قضية فلسطين والصراع مع الكيان الصهيوني إلى قضية يمنية، ويعرف الإخوة الفلسطينيون أن أبناء الجنوب كانوا طليعة الشعب اليمني في الدفاع عن القضية الفلسطينية وتحرير هذه الأرض العربية المغتصبة من البحر إلى النهر.
يتوهم الزبيدي المرتزق والخائن والعميل أن بإمكان الإمارات وكيان العدو الصهيوني وبريطانيا والولايات المتحدة أن تقيم له دولة تتخذ من اتجاه جغرافي هوية، وتحقق له وهم كيانه الذي لن يكون، وتصريحاته في موسكو لم تكن مفاجئة ولا صادمة، بل متوقعة، فلا يمكن للزبيدي إلا أن يكون ببغاء يردد ما يقوله ويقوم به سيده ومولى نعمته محمد بن زايد.
ما نقوله في هذا السياق لا علاقة له بذلك الصراخ الذي يتحدث به التجمع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن) وشرعية الفنادق، لأن هؤلاء سبقوا الزبيدي في السقوط بهذا المستنقع. ومشهد وزير خارجية حكومة الفنادق الأسبق خالد اليماني في وارسو لا يحتاج إلى تعليق. مع فارق أن الزبيدي قد أهان تضحيات ودماء الشهداء وخان المناضلين الذين حققوا الاستقلال الوطني وانتزعوه من براثن الاستعمار البريطاني والذين كانت بوصلتهم فلسطين، وعلى رأسهم المناضل الشهيد علي عنتر.
لقد سبق تصريحات موسكو تصريحات سابقة له اعتبر العيدروس فيها هيمنة واحتلال وإذلال الاستعمار البريطاني لأبناء شعبنا في المحافظات الجنوبية طوال 129 عاماً، علاقة شراكة، إضافة إلى تبنيه المشروع البريطاني الفاشل الذي أراد تحقيقه في نهاية الخمسينيات ومطلع الستينيات، والمتمثل بالجنوب العربي الذي أسقطه شعبنا في حينه تصحيحا لخطأ، وكأن شهداء ثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة ليسوا إلا متمردين على من يعتبره اليوم شريكاً. وهنا يتبين مدى السقوط والانحطاط الذي وصل إليه من ارتموا في أحضان أنظمة الخضوع والخنوع الخليجية وأي كائنات مشوهة وساقطة يمكن أن يخلقها مالها النفطي القذر.
الزبيدي وأمثاله كائنات لكيانات هلامية لزجة وبشعة ستذهب كما ذهب من سبقها من هذه الكيانات الوهمية ولن يبقى إلا المؤمنون باليمن وسيادته ووحدته واستقلاله، أما الخونة والعملاء فسيتحولون إلى هشيم لا تبقي الرياح منهم أثراً، كونهم أقل من أن تقبلهم حتى مزابل التاريخ.

أترك تعليقاً

التعليقات