تجوع اليمنيين وتتسول باسمهم
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا -
6 سنوات مرت من العدوان الإجرامي الذي يقوده النظامان السعودي والإماراتي ومعهما شركاؤهما الرئيسيون وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.
6 سنوات والعالم يشاهد كل الجرائم المرتكبة بحق اليمنيين ولم يقم بعمل أي شيء لمحاسبة دول العدوان أو حتى التحقيق في مختلف الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها وماتزال ضد المدنيين، واستهداف بنية الخدمات الحيوية والأساسية التي تعدها منظمة الأمم المتحدة والقانون الإنساني الدولي جرائم حرب وينبغي محاسبة مرتكبيها!
6 سنوات لم تستطع منظمة الأمم المتحدة ومعها مجلس الأمن رفع الحصار الظالم والجائر المفروض من تحالف العدوان، والذي تسبب بموت عشرات الآلاف من المدنيين وفي مقدمتهم الأطفال والنساء نتيجة انعدام الأدوية والمواد الغذائية الضرورية، وإصابة عشرات الآلاف بسوء التغذية الحاد والكوليرا وعودة الكثير من الأمراض التي كانت اليمن قد تخلصت منها، وكل ذلك بسبب العدوان.
6 سنوات مرت ومازال الشعب يعاني أشد المعاناة.. فمن لم يمت بصواريخ العدوان قضى نحبه جوعا أو بأحد الأمراض والأوبئة الفتاكة، ومازالت المعاناة مستمرة لتودي بآلاف آخرين في ظل العدوان وحصاره الظالم.
لم تقم الأمم المتحدة ومجلس الأمن خلال هذه السنوات بشيء ينتصر للإنسانية المنتهكة ويوقف القتل والتدمير الإجرامي المرتكب ضد اليمن واليمنيين، بل بقيا يشاهدان ما يحدث ويعبران عن قلقهما ويطلقان تحذيراتهما بين الحين والآخر، ووسطهما يتاجران بالمأساة الإنسانية في اليمن من خلال عقد المؤتمرات تحت مسمى "دعم اليمنيين" الذين يواجهون أسوأ كارثة إنسانية في العالم.. إضافة إلى استمرار بيع الأسلحة التدميرية الفتاكة وجني المليارات من الأموال.
جوعوا اليمنيين وتعاونوا بشكل أو بآخر مع دول العدوان في زيادة المعاناة الإنسانية وموت الآلاف من المدنيين ليتخذوا من هذه الحالة المأساوية التي وصل إليها الشعب اليمني وسيلة للمتاجرة حتى لا ينقطع الدعم المقدم إليهم من دول العدوان وحلفائها.
الاثنين الماضي عقد الأمين العام للأمم المتحدة مؤتمراً رفيع المستوى لإعلان التعهدات والدعوة إلى توفير تمويل فوري لجهود الإغاثة في اليمن لمنع حدوث مجاعة واسعة النطاق ستكون أسوأ ما يشهده العالم منذ عقود، بحسب أنطونيو غوتيريش.
ذهب غوتيريش يتحدث عن اليمن التي أصبحت الحياة فيها لا تُطاق بالنسبة لمعظم الناس. مشيراً إلى أن الطفولة في اليمن شكل خاص من أشكال الجحيم، وأن الحرب تبتلع جيلاً كاملاً من اليمنيين، مشدداً على ضرورة عدم التخلي عن اليمن.
العزف نفسه تكرره الأمم المتحدة سنوياً على وتر الكارثة الإنسانية التي تسببت بها دول العدوان وبتواطؤ من الأمم المتحدة التي لم تستطع أن تعمل شيئا لوقفها أو يقود إلى فتح المنافذ الجوية والبحرية والبرية وإدخال المساعدات والمواد الغذائية دون تعقيد!
وبعيداً عن هذا العزف وهذا التوجه الذي تقوده الأمم المتحدة لجمع هذه الأموال التي يستقطع منها حوالي 40% كنفقات لموظفي الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، نسأل هنا عن طبيعة المعايير التي تخضع لها تلك النفقات؟!
كما كان ينبغي على الأمم المتحدة أن توضح لكل الداعمين كيف جرى إنفاق المبالغ التي جمعتها في المؤتمرات السابقة.. وهل كان لها الأثر المطلوب للتخفيف من حدة الجوع المستشري الذي مازالت تحذر منه ومن تزايد حدته على الواقع اليمني؟!
غابت عن كل المؤتمرات السابقة التي نظمتها الأمم المتحدة الشفافية المطلوبة والتي لو تم اعتمادها بكل صدق ومسؤولية لكان الواقع قد تغير ولو قليلاً.

أترك تعليقاً

التعليقات