حرب «كورونا»!
 

راسل القرشي

راسل القرشي  / لا ميديا -

نذر حرب كبرى تلوح في الأفق إثر التهديدات المتبادلة بين الجانبين الصيني والأمريكي على خلفية انتشار فيروس كورونا الذي اجتاح العالم وأصاب بلدانه بخوف ورعب ليس له مثيل منذ أحداث الحرب العالمية الثانية، كما أدى إلى تعليق رحلات السفر بين البلدان وفرض حالة الطوارئ ومنع تنقلات المواطنين بين مدن البلد الواحد.
بعد أن كان العالم كله يظن أن ظهور"كورونا" بدأ في ووهان الصينية ومنها انتشر إلى مختلف بلدان العالم نجد هذا الفيروس يثير حرباً كلامية بين مسؤولي الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وكل واحد منهم يتهم الآخر بنشره.
وفي هذا الاتجاه استدعت الخارجية الأمريكية الجمعة الماضي السفير الصيني لدى واشنطن بعد إعلان الخارجية الصينية أن الجيش الأمريكي ربما يكون قد جلب كورونا إلى ووهان حيث ظهر الفيروس لأول مرة.
وقال مسؤول أمريكي كبير لشبكة "فوكس نيوز" إن مساعد وزير شؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ، ديفيد ستيلويل، استدعى السفير الصيني، كوي تيانكاي، على خلفية حملة التضليل الصينية التي وصفها بـ"الفاضحة والعالمية" بشأن فيروس كورونا المستجد.
وكان المتحدث باسم الخارجية الصينية، تشاو لي جيان، قد نشر الخميس الماضي تغريدة بالإنجليزية في حسابه على "تويتر" قال فيها: "متى ظهر المرض في الولايات المتحدة؟ كم عدد الناس الذين أصيبوا؟ ما هي أسماء المستشفيات؟ ربما جلب الجيش الأمريكي الوباء إلى ووهان؟ تحلوا بالشفافية. أعلنوا بياناتكم. أمريكا ملزمة بالتفسير".
ليست الصين وحدها التي وجهت الاتهام للولايات المتحدة بنشر الفيروس، بل سبقتها بلدان أخرى كإيران؛ وكلها تصب في إطار الحرب الاقتصادية التي تشنها الإدارة الأمريكية تجاه عدة بلدان وفي مقدمتها الصين وروسيا ومحاولتها بهذه الإجراءات البقاء متربعة في صدارة البلدان الاقتصادية في العالم.
حرب اقتصادية غير مخفية الأهداف والغابات. وكشفت عن ضعف كل البلدان في مواجهة هذا الوباء العالمي الذي يواصل حصد الآلاف من البشر في عموم بلدان العالم وفي المقدمة منها الولايات المتحدة الأمريكية المتهمة بإخفاء الحقائق عن هذا الفيروس وعدد الإصابات بين مواطنيها.
وكان حاكم ولاية أوهايو الأمريكية قد أعلن، وفقاً لشبكة (سي إن إن)، أن نسبة المصابين بكورونا يقدر بمائة ألف مصاب، أي 1% من عدد سكان الولاية. وهو بذلك يكذب الأرقام الرسمية الأمريكية حول عدد الإصابات، وهذا يعني أن الوباء ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية أولاً وانتقل منها إلى الصين ثم إلى مختلف بلدان العالم.
كما أن ما قاله حاكم ولاية أوهايو الأمريكية يكشف أن عدد الإصابات بفيروس كورونا في مختلف الولايات الأمريكية يفوق كثيراً ما تم الإعلان عنه في الصين. بالإضافة وهو الأهم أن إدارة ترمب قدمت مطلع مارس الجاري إعفاءات جمركية لـ100 سلعة مستوردة من الصين تتضمن أقنعة واقية وقفازات طبية ومناديل مطهرة؛ وهو ما يؤكد احتياجها الشديد لهذه السلع بعد نفادها في بلادها وعدم قدرة الشركات الأمريكية على إنتاجها مع الطلب المتزايد عليها!
كل المؤشرات تؤكد أن هذه الحرب الكلامية ستشتد وتيرتها، وستعود حكاية أن الفيروس أنتج في أحد المختبرات أو المصانع البيولوجية إلى الواجهة، خاصة بعد أن ظهرت الكثير من التصريحات لخبراء في الأسلحة البيولوجية تؤكد أنه لا يمكن لفيروس كورونا بشكله الحالي الظهور طبيعياً بل على الأغلب صناعي.
وفي هذا الصدد يقول الخبير العسكري إيغور نيكولين، العضو السابق في لجنة الأمم المتحدة للأسلحة البيولوجية: "لا يمكن بصورة دقيقة ومؤكدة تحديد مكان إنتاجه، ولكن حقيقة كونه خلق في المختبر واضحة جدا".
وعزز الخبير العسكري رأيه بالإشارة إلى حوادث تاريخية معروفة لإنتاج الفيروسات في المختبر مثل فيروس إنفلونزا الطيور وفيروس كورونا (MERS-CoV) المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية وبكتيريا "سينتيا".
الأيام القادمة ستكشف المزيد من الحقائق حول هذا الفيروس وعن كونه طبيعياً أم صناعياً.

أترك تعليقاً

التعليقات