عن أي «شرعية» تتحدثون؟!
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا -

ما الذي أنجزته ما يسمى "الشرعية" بعد أكثر من أربع سنوات من الدمار والقتل على أيادي من جاءت بهم لإعادتها إلى صنعاء كما تقول؟!
ما الذي أنجزته لصالح ما تسميها المناطق المحررة وأهلها؟!وهل وضعت الحلول والمعالجات لكل الإشكالات التي تواجه تلك المناطق؟! أم أنها أسهمت إلى حدٍّ كبير في انهيار الأمن فيها وأتاحت الفرصة للمليشيات والعصابات المسلحة لتفرض سطوتها وقبضتها عليها، دون أي وجود لما يسمونها "الشرعية"؟!
وما مفهوم هذه "الشرعية" التي يتحدثون عنها ويتغنون بها صباحا ومساء منذ أكثر من 4 سنوات؟!
كل من يتابع أوضاع تلك المناطق التي تقول هذه "الشرعية" إنها تفرض سلطتها عليها تنتابه الحيرة كثيراً، خاصة وهو يستمع لما يقوله بعض قيادات حكومتها التائهة، الذين يكشفون حقيقة هذه "الشرعية" وما تعانيه المناطق التي تسيطر عليها وتحتكم لقراراتها!
قيادات ما يسمى "الشرعية" تواصل التباكي والصراخ عبر وسائل الإعلام المختلفة على الأوضاع الأمنية المتردية التي تعيشها مناطقها وكم الاغتيالات التي تشهدها يومياً، إضافة إلى ما تقوله عن دول تحالف العدوان التي استدعتها "الشرعية" نفسها وقياداتها لتدمير اليمن وقتل اليمنيين وأنها جاءت لاحتلال اليمن وتنفيذ مصالحها وأهدافها.
نعم، يقولون ذلك عبر القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الأخرى وعبر صفحاتهم في شبكات التواصل الاجتماعي. ولا شك أنكم تابعتم ما قاله مؤخراً خصروف المعين من "هادي" مديراً للتوجيه المعنوي وما أثارته تصريحاته من انزعاج لدى قيادات دول تحالف العدوان؛ وهو ما أدى إلى توقيفه وإحالته للتحقيق.
سابقاً صرخ جباري، ومن بعده قيادات كثيرة كخالد اليماني ووزير الدولة التابع لما يسمى "الشرعية"، الذي قال إن "الوجود الإماراتي في سقطرى احتلال متكامل الأركان"، وطالب "هادي" بمكاشفة الشعب بشأن احتلال الجزر والموانئ اليمنية التي تسمى محررة.
أصبحت اللعبة واضحة ولم يعد في هذا العدوان أي شيء ملتبس؛ فالمستهدف من هذه الحرب العدوانية القذرة المستمرة منذ أكثر من 4 سنوات هو اليمن براً وبحراً، أرضاً وإنساناً.
موانئ وجزر اليمن على البحرين الأحمر والعربي تحت سلطة الاحتلال الإماراتي والسعودي: سقطرى، المهرة، وأجزاء كبيرة من حضرموت، وميون، والمخا... الخ، من المناطق والمحافظات التي تقول ما يسمى "الشرعية" إنها حررت وأعيدت لليمنيين.
وبعد كل ذلك اتجهت القيادات الإماراتية صوب إطلاق تصريحاتها بأنها قررت الانسحاب من اليمن وترك الفرصة لتحقيق السلام بدلاً عن الأعمال العسكرية!
لقد فرضت ما يسمونها "إمارات الخير" سيطرتها وأكدت احتلالها للموانئ والمطارات اليمنية والجزر الاستراتيجية عبر ممارساتها وأفعالها المعلنة، والتي تكشفها قيادات هذه "الشرعية" على الملأ، من خلال التباكي والصراخ وذرف دموع التماسيح. 
وبعد كل ذلك الصراخ، نرى بعض قيادات هذه "الشرعية" تتوجه للإمارات لإقناع قيادتها بالتراجع عن قرار الانسحاب، كونها تعد كما يقولون ركيزة أساسية من ركائز تحالف العدوان، وأن تركها للجزر والموانئ التي تحتلها سيؤثر على "الشرعية" وسيحدث خللاً لا يريدونه.
هذا ما أراده "هادي" من وراء هذا العدوان، بالإضافة إلى قياداته الملتفة حوله في فنادق الرياض وقطر وتركيا... أرادوا جميعاً أن تصبح المناطق التي يقولون عنها "محررة" في أيدٍ أمينة، وأصبح الخير يعم عليها من كل اتجاه. وظهر "هادي" منتشياً ومنتفخ الأوداج وكأنه الديك الرومى ليلة عيد الميلاد يشاهد الأهداف الكبيرة لدول العدوان من وراء عاصفة الحزم وإعادة الأمل وقد أصبحت واقعاً تلمسها قيادات "الشرعية" بكل سهولة ودون عناء أو تعب.
ما يسمى "الشرعية" وقياداتها باعت اليمن وسيادتها للعدوان. ومحاولة ظهورها بالحريص على حماية اليمن وسيادتها ليست إلا كذبة تريد من خلالها استعطاف اليمنيين ومواصلة تخديرهم وتنويمهم حتى تتحقق أهداف العدوان وتتضح حقيقتها القذرة.
الخائن المرتزق العميل يهدم ولا يبني ولا يجمع قدر ما يفرق ويشتت.
أكدت هذه "الشرعية" المزعومة أن دماء اليمنيين لا تعني لها شيئاً وأن الوطن الذي قامت بتدميره وتخريبه وأتت بقوى الاحتلال لفرض سيطرتها على الموانئ والجزر اليمنية ليست أكثر من أرضية يمكن التنازل عنها أو بيعها في أي وقت. وأثبتت أيضاً أنها ليست سوى أداة بائسة يمكن لأي دولة معادية لليمن واليمنيين شراؤها لتتمكن من تنفيذ أجندتها ومخططها كما هو حاصل اليوم.
هذه هي الحقيقة التي نراها بوضوح على الواقع، فهل توضحت الصورة لدى البعض المكابر، أم أن كل ما يحدث وما قالته تلك "القيادات" ليس صحيحاً، وأن وراء الأكمة ما وراءها؟!

أترك تعليقاً

التعليقات