أهداف خاصة ومساعٍ عدوانية!
- راسل القرشي الخميس , 4 أكـتـوبـر , 2018 الساعة 6:19:07 PM
- 0 تعليقات
راسل القرشي / لا ميديا
ما قاله السفير الإماراتي في واشنطن الثلاثاء الماضي يكفي لمعرفة حقيقة الأهداف التي جاء العدوان من أجل تحقيقها في اليمن.
نعم، لدى العدوان عدة أهداف يسعى لتحقيقها، ولكل دولة مشاركة فيه أهداف خاصة بها، بالإضافة إلى الهدف الأكبر الذي لم يستطيعوا تحقيقه في سوريا أو لبنان أو حتى في العراق، ويتمثل بمواجهة إيران.
جاء العدوان إلى اليمن لتحقيق أهداف متعددة، منها خاصة تتعلق بمصالح الدول المشاركة فيه كالسعودية التي تبحث لها عن منفذ بحري لتصدير النفط بدلا من الخليج العربي الذي تسيطر عليه إيران، واجتزاء مساحات واسعة من الأراضي اليمنية لضمان حماية أمنية أكبر لها من الخطر الذي يشكله اليمن على أمنها واستقرارها كما تدعي منذ عشرات السنين، بالإضافة إلى استمرار وصايتها على اليمن واليمنيين؛ كما لدى الجانب الإماراتي أهداف أخرى خاصة به ومنها السيطرة على ميناء عدن الاستراتيجي وسقطرى وأكثر من جزيرة يمنية مثل ميون تضمن لدبي أن تظل الرائدة والمسيطرة على حركة التجارة الاقتصادية في المنطقة والقرن الأفريقي، ولاسيما بعد بروز مشاريع اقتصادية عملاقة في المنطقة.
أما الهدف الرئيسي الذي تسعى دول العدوان لتحقيقه فيتمثل بتقليص الدور الإيراني في المنطقة وإخماد توجهاتها التوسعية، وهو الهدف الذي وجدت في اليمن المكان المناسب لتنفيذه..
هذا هو الهدف الآخر الذي يشترك فيه الجميع إلى جانب الكيان المحتل "إسرائيل"، ويتمثل بتحويل اليمن إلى ميدان وساحة صراع ومواجهة فعلية مع إيران. وهذا ما كشف عنه السفير الإماراتي في واشنطن الثلاثاء الماضي، حيث قال: "اليمن هو المكان الأكثر منطقية وسهولة لمواجهة إيران".
ما قاله السفير الإماراتي بواشنطن سبق وأن قلناه منذ البداية وكشفنا حقيقته، ولكن ما عسانا أن نقول لمن لم ينعم الله عليه بالفهم الصحيح؟!
قلنا ومازلنا نقول إن العدوان لم يأتِ إلى اليمن من أجل عيون المنتهي شرعيته هادي وحكومته، كما لم يأتِ من أجل عيون اليمنيين؛ وإنما جاء من أجل مصالحه واقتصاده، حيث وجد في اليمن المكان المناسب لتنفيذ مخططاته الاستحواذية من جهة والعدوانية من جهة ثانية. وما حدث في جزيرتي سقطرى وميون سابقا، بالإضافة إلى ما يحدث اليوم في المهرة، دليل واضح.
هادي تم استخدامه كأداة لتنفيذ هذا المخطط؛ حيث تم إقناعه بالاستنجاد بالسعودية والإمارات اللتين بدورهما شكلتا هذا التحالف من أجل إعادة ما تسمى "الشرعية" التي لا يعترف بها اليمنيون، والمضي صوب تحقيق أهدافهما.
على أن عودة هادي أساساً لم ولن تتم أصلاً إلا بتمرير أهدافهم وتحقيقها على الواقع الميداني كشرط تم وضعه أمامه ووافق عليه. وما حدث في المهرة قبل أكثر من شهر، عندما ذهب لزيارتها وكان في استقباله السفير السعودي، دليل على معرفته بالمخطط، وأثبت أنه أداة في يد تحالف العدوان يحركونه ويسيّرونه كيفما أرادوا ومتى ما شاؤوا ذلك.
إن المخطط كبير وواضح، ولكن هناك من لا يزال يصر على عدم الفهم، والتماهي في شراكته مع العدوان مهما كانت النتائج.
أهداف السعودية تتجلى بوضوح في ما تقوم به وتنفذه في المهرة. ولا شك في أن سياسة الاعتقالات الممنهجة التي بدأت بتنفيذها وممارستها بحق أبناء المهرة يكشف عن تلك الأهداف وعن إصرارها على تنفيذها وإن دفعها ذلك إلى إدخال محافظة المهرة في أتون الفوضى والصراع بعد أن تمكن أبناؤها بفعل يقظتهم ووعيهم من تجنيبها أي صراع.
تلك هي الأهداف الحقيقية التي جاء التحالف من أجلها إلى اليمن. وإن تم كشف بعضها بالأفعال والممارسات التي ينفذها ويمارسها العدوان، إلا أن البعض الآخر سيتكشف لا محالة في قادم الأيام، عندما تشتد حمى المواجهات الإعلامية بين تلك الدول والولايات المتحدة من جهة وإيران من جهة ثانية.
المصدر راسل القرشي
زيارة جميع مقالات: راسل القرشي