ماذا لو كان القاتل مسلماً؟!
 

راسل القرشي

راسل القرشي  / لا ميديا -

تابعت الأربعاء الماضي خبراً تداولته وسائل إعلام مختلفة حول مقتل ثلاثة من رجال الشرطة الفرنسية وإصابة رابع في إطلاق نار وقع داخل مقاطعة "بوي دو دوم" وسط فرنسا.
استلفتني عنوان الخبر وذهبت لأقرأ تفاصيله. قلت حينها بأن الحكومة الفرنسية ستذهب صوب اتهام شخص مسلم بارتكاب هذه الجريمة ووصفها بالعمل الإرهابي؛ وستذهب بالتالي للتنديد بالجريمة وإسقاط كل عبارات الشتم والإساءة بالإسلام والمسلمين، وسيتبع ذلك استنكار وتنديد حكومات الدول الأوروبية التي ستذهب هي أيضاً صوب وصف هذا العمل الإجرامي بـ"الغريب" و"الدخيل" على الثقافة الأوروبية...
حمدت الله بعد أن أكملت قراءة الخبر، كون لا شيء مما كنت أتوقعه قد حدث، وأن مرتكب الجريمة -بحسب ما تم تناقله عن مصادر في الشرطة الفرنسية- "مختل عقلياً"..!!
وفي سياق ما جاء في الخبر أن الرئيس الفرنسي ماكرون قال معلقاً على الجريمة: "تدخلوا لإنقاذ امرأة من ضحايا العنف الأسري في بوي دو دوم. ثلاثة رجال شرطة قتلوا، وأصيب رابع".
لم أقرأ كلمة واحدة في سياق الخبر لماكرون يصف مرتكب الجريمة بالإرهابي، كما لم يذكر انتماءه الديني، فالقاتل فرنسي الأصل وليس من أصول عربية أو إسلامية، ولا علاقه له بالإسلام والمسلمين!
أدرك ماكرون وحكومته هذه المرة أن هذه الجريمة لا تعبر عن دين وعقيدة وعن إسلام ومسلمين، وإنما تعبر عن مرتكبها "المختل عقلياً" كما وصفه مسؤولون فرنسيون. فماذا لو كان لو كان القاتل مسلماً؟!
لو كان مرتكب هذه الجريمة مسلماً ومن أصول عربية أو إسلامية لأقام ماكرون وحكومته ومعه الحكومات الأوروبية القيامة على المسلمين في فرنسا وغير فرنسا، ولذهبوا يستعرضون عضلاتهم الخاوية على الإسلام ويصفونه بدين الإرهاب!!
هذا ما كان سيحدث بالفعل، والتجارب كثيرة على ما نقول، وليس عنا ببعيد جريمة صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية مؤخراً، التي وقعت عقب إعادة هذه الصحيفة نشر الرسوم المسيئة لنبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ونتذكر جميعاً ما قاله ماكرون الفرنسي عقب ارتكابها، وكيف ذهبت الحكومات الأوروبية في اتجاه التنديد بها واستنكارها والتذكير بالحريات الممنوحة والمتاحة في فرنسا وأوروبا كلها، والإساءة للإسلام والمسلمين...
هكذا يكشفون اليوم عن تناقضهم الغريب والعجيب في تعاطيهم مع مثل هذه الجرائم المستنكرة والمدانة أياً كان مرتكبها.
نقول ذلك ونحن ندرك طبيعة السياسات المزدوجة التي ينتهجها الغرب في تعامله مع الإسلام ومع كل ما هو عربي ومسلم، وفي تعامله أيضاً مع الإرهاب الذي لا دين له ولا وطن!
فهل اتضحت الرؤية أم مازال البعض في غيهم يعمهون؟!

أترك تعليقاً

التعليقات