تقودها فرنسا .. موجة إساءة جديدة
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا -

هناك موجة جديدة منظمة تقودها فرنسا وبعض الدول الأوروبية للإساءة إلى نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وبالتالي الإساءة للإسلام والمسلمين.
هذه الموجة التي يقودها الرئيس الفرنسي ماكرون الهدف منها الاستمرار في الإساءة للإسلام والمسلمين، رغم إدراكه أن التصرفات التي تصدر من أشخاص لا تعبر عن دين وعقيدة وعن إسلام ومسلمين، وإنما تعبر عن مرتكبها، مهما كانت التسميات التي يتخفي وراءها هذا الشخص أو غيره. وكثيرة هي العمليات الإرهابية التي نفذها أشخاص وجماعات لا علاقة لها بالإسلام من قريب ولا من بعيد!
فموقع "ديلي بيست" الأمريكي أشار قبل فترة إلى أن 98%  من جرائم الإرهاب في أوروبا و94% في أمريكا منفذوها ليسوا مسلمين. ولكن مشكلة إعلامنا العربي أنه لا يقوم بتغطية تلك الجرائم ولا يربطها بالإرهاب الغربي كما تفعل الأنظمة الغربية ووسائل إعلامها عند وقوع أي جريمة يرتكبها شخص ينتمي للإسلام وتستغلها للإساءة لنبينا العظيم وللإسلام بشكل عام.
لقد دأب ماكرون وغيره من القادة الأوروبيين على إلصاق الإرهاب بالإسلام والمسلمين كهدف سياسي استعماري، كما هو عادتهم منذ حملاتهم الصليبية والاستعمارية للبلدان العربية والإسلامية، والتي ارتكبوا خلالها أبشع الجرائم الإرهابية بحق الشعوب العربية، وليس عنا ببعيد السجل الإرهابي الذي اقترفته فرنسا في الجزائر!!
الإرهاب صناعة غربية بامتياز، وأجهزة الاستخبارات هي التي أوجدتها كأداة لتشويه الإسلام والمسلمين والنيل من الدول والشعوب الإسلامية. كما أن قادة الإرهاب المزروعين في أوطاننا العربية والإسلامية إنما ينفذون توجيهات هذه الأجهزة الاستخباراتية، ويقومون بالعمليات الإرهابية في أي بلد في العالم بأوامر منها. هذه هي الحقيقة.
كما أكدت دراسة صدرت، قبل عامين، عن معهد "إلكانو" الملكي للأبحاث في إسبانيا، أن المتطرفين "الإرهابيين" الذين قاتلوا مع الجماعات الإرهابية في كل من سوريا والعراق وبلدان عربية أخرى، تم تصديرهم من 12 دولة أوروبية ومنها فرنسا.
هذا الأمر يؤكد أن الإرهاب هو صنيعة غربية لتمرير سياسات البلدان الغربية في المنطقة العربية والإسلامية وبما يصب في مصلحتها على أكثر من مستوى وفي أكثر من اتجاه.
هذه البلدان الأوروبية التي خرج من أراضيها ومن مواطنيها آلاف الإرهابيين تذهب صوب اتهام دول أخرى بتخريج المتطرفين وتصدير الإرهابيين، وإلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام والثقافة الإسلامية، فيما الآلاف من المنتمين لهذه الجماعات هم من أصول أوروبية، وتكشف العمليات الإرهابية التي تشهدها بلدانهم الأسماء الحقيقية لمنفذيها وهوياتهم الوطنية!!
وفي تناقض غريب لما تدعيه حول محاربة الإرهاب، نجد المواقف السياسية لقيادات هذه البلدان إزاء ما يحدث في سوريا وليبيا واليمن عكس ما تدعيه، حيث تؤكد دعمها للجماعات الإرهابية المنضوية تحت ما تسميه "المعارضة" أو "المقاومة" وتمدها بالأسلحة، وتوفر لها التغطية الإعلامية؛ كما تسارع إلى تبرير الجرائم التي ترتكبها بحق المدنيين وإلصاقها بالطرف الآخر المواجه لتلك الجماعات والمدافع عن سيادة بلده وكرامة شعبه!!
لو أن تلك البلدان صادقة وجادة فيما تدعيه من محاربة الإرهاب، فكيف سمحت حكوماتها بمغادرة هؤلاء منذ البداية ولم تعمل على تتبعهم ومعرفة توجهاتهم ثم حجزهم بصفتهم إرهابيين أو متطرفين ويمثلون خطرا حقيقيا على بلدانهم أولا والعالم ثانيا؟! وأين هي من الإرهابيين الذي عادوا إلى بلدانهم بعد شراكتهم بتخريب وتدمير سوريا وليبيا واليمن؟! ولماذا لم تقم باعتقالهم لحظة عودتهم إلى بلدانهم؟!
مع مرور كل يوم تتكشف حقيقة الإرهاب والإرهابيين وتؤكد أن الإرهاب ورقة تستخدمها الأنظمة الغربية لتنفيذ أهدافها وتوجهاتها المصلحية في عديد بلدان وفي مقدمتها البلدان العربية والإسلامية!

أترك تعليقاً

التعليقات