فرنسا.. تناقضات مفضوحة!
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا -

نعم، هي حرب قذرة مارست أسلوب التجويع الشامل على اليمنيين حتى أصبح أكثر من 80% من أبناء الشعب بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية، عوضاً على تدميرها لكل شيء واستهدافها المتعمد للمدنيين.
وزير الخارجية الفرنسي، الذي وصف هذه الحرب العدوانية بالقذرة وطالب بوقفها، متناقض في كلامه، كون بلاده مشاركة فيها وتستمر في بيع أسلحتها للنظامين السعودي والإماراتي اللذين يقودان هذه الحرب الأسوأ من قذرة منذ أكثر من أربع سنوات.
فرنسا شريكة رئيسية في هذه الحرب القذرة منذ أن بدأت في 26 مارس 2015، وما زالت إلى اليوم وللعام الخامس على التوالي تدعم دول العدوان من خلال إمدادها بكافة أنواع الأسلحة.
إن كان وزير الخارجية الفرنسي صادقاً في وصفه بأنها حرب قذرة ويجب أن تتوقف فأين كان هذا الوزير وحكومته منذ بدء هذه الحرب العدوانية؟! لماذا لم نسمعه وحكومته يطالبون بإيقافها، لاسيما وأن فرنسا إحدى الدول الخمس المسيطرة على مجلس الأمن الدولي وقراراته؟!
أم أن تصريحات وزير الخارجية الفرنسي في هذا الشأن سببها خلاف مع شركائها في هذا العدوان حول مصالحها، ورفض تلك الدول التجاوب مع مطالب فرنسا في هذا الخصوص؟!!
دعوة وزير الخارجية الفرنسي هدفها في الأساس الضغط على النظام السعودي، القائد الفعلي للعدوان على اليمن، كما تأتي في إطار الابتزاز المعهود الذي تمارسه وبعض الأنظمة الغربية ضد النظام السعودي وحلفائه.
منذ أكثر من أربع سنوات والحكومة الفرنسية ومعها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تشارك النظامين السعودي والإماراتي وحلفاءهما في العدوان على اليمن وقتل اليمنيين وتمدهم بكل أنواع الأسلحة، ومنها المحرمة دولياً، وتبرر جرائمهم ومجازرهم بحق أطفال ونساء اليمن والمدنيين عموما؛ وحولت الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى ناطق رسمي للعدوان، وتحث دوله على الاستمرار في ارتكاب جرائمها!!
عملت الحكومة الفرنسية وحلفاؤها الغربيون على توفير الغطاء السياسي والعسكري للعدوان، وتعد احد المرتكزات الرئيسية في هذا العدوان، وليس عنا ببعيد ما تمت إثارته مؤخراً حول تزويد الحكومة الفرنسية بشحنات من الأسلحة للنظام السعودي.
رفضت الحكومة الفرنسية وغيرها من الأنظمة الأوروبية منذ البداية وقف تزويد النظام السعودي وحلفائه بالأسلحة، رغم مطالبات العشرات من المنظمات الحقوقية الدولية بذلك وفي مقدمتها "هيومن رايتس" التي أكدت استخدام العدوان أسلحة تلك البلدان في قصف المدنيين وتدمير البنية التحتية الاساسية، وهو ما يعد انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان. ولم تأبه تلك الأنظمة وطيلة الفترة الماضية من عمر العدوان لتلك المطالبات، ولتكشف بذلك أن مطالبتها بوقف العدوان "فورا" على اليمن مجرد ظاهرة إعلامية وابتزاز واضح لشريكهم النظام السعودي للرضوخ لمطالبهم ليس أكثر!!
هذه هي الحقيقة التي يعرفها اليمنيون جميعا، ولا يمكن إخراجها عن هذا المنحى، فتلك الأنظمة معروفة بممارساتها الابتزازية والاستعمارية ضد أي حليف لها، وخاصة إن كان هذا الحليف هو النظام السعودي، "البقرة الحلوب" وفقاً لوصف دونالد ترامب!!
لا همّ لوزير الخارجية الفرنسي وحكومته ولكل الأنظمة الغربية سوى مصالحها وجني المزيد من الأموال التي تحافظ بها على هيمنتها وسيطرتها على العالم؛ وليس هناك مثل النظام السعودي الذي يمكن أن يمد خزائن تلك الأنظمة بالأموال، فهي التي توفر له الحماية كما قالها ترامب عشرات المرات، وهي التي توفر له الغطاء السياسي والعسكري لكل ممارساته وجرائمه التي يرتكبها في اليمن وسوريا وليبيا وفي أكثر من منطقة ومكان.
شراكتها في تلك الجرائم التي ارتكبها النظام السعودي ولا يزال لا يمكن التغاضي عنها أو تجاوزها مهما طالبت بوقف العدوان ومهما اتخذت من إجراءات لوقف صادرات أسلحتها له. واليوم وهي تدعو لوقف العدوان تكشف عن انعدام جديتها وعدم مصداقيتها في توجهاتها!!
لا مصداقية للحكومة الفرنسية إلا إذا أثبتت صدق دعواتها وتوجهاتها لإيقاف العدوان باتخاذ إجراءات فعلية تؤكد جديتها، وذلك من خلال إدانة واستنكار مختلف الجرائم التي ارتكبها تحالف العدوان في اليمن وتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة ونزيهة للتحقيق في الجرائم والمجازر التي ارتكبها بحق الأطفال والنساء والمدنيين عموما والتوجه الصادق والمسؤول لرفع الحصار عن اليمن واليمنيين وفي المقدمة عودة مطار صنعاء لاستئناف رحلاته المدنية والتجارية، وأيضا وهو الأهم رفع الغطاء السياسي والعسكري عن دول العدوان. ودون ذلك يبقى كل ما يقوله وزير الخارجية الفرنسي وغيره مجرد ظاهرة صوتية معروفة الأهداف والتوجهات.

أترك تعليقاً

التعليقات